يبدو أن الكاتب صالح الطريقي لامس بعض الجرح ووصل إلى نتيجة تكاد تكون منطقية نوعا ما، في خصوص قضية صورة اللاعب فهد الهريفي مع زوجته وما صاحبها من جدل طويل، يرفض في مجمله تتبع العورات والبحث عن الفضائح. يقول الكاتب إن الهيئة نمت في المجتمع ظاهرة التجسس بحجة طلب الأجر، وهو أمر يبدو أنه قريب إلى الصحة، فلو كنا في مجتمع منفتح – فرضا- ونُشرت صورة أحد المشاهير مع امرأة في مكان عام، كما يفعل "الباباراتزي" لأصبحت القضية مختلفة ولربما لم تخرج ردود الفعل عن الإعجاب أو التهكم. لكن، ولأننا في مجتمع يرعى الفضيلة ويؤمن تماما بحق التدخل في شؤون الآخرين من باب الاحتساب، أصبحت صورة الهريفي مع امرأة – سواء كانت زوجته أم لا - فضيحة عليه وعمل بطولي لمن التقطها، وكان الهدف الأول من النشر تصويره في نظر المجتمع على أنه إنسان غير سوي. نحترم جميعا عمل "الهيئة" ونقدر جهودها في ملاحقة الغوغائيين والمتربصين ببنات الناس وأعراضهم، لكن هذا الجهاز يبتعد تماما عن دوره التنويري والتوعوي ويركز على العمل الميداني، وكأنه في سباق مع الأجهزة الأخرى، التي من المفترض أن تقوم بذات العمل. لا أتذكر أن الهيئة أطلقت حملة لتوعية الناس بالسلوكيات اللا أخلاقية والممارسات المرفوضة، ولم تقم الهيئة بأي دور تجاه النشء، عبر أي قناة، لتنويرهم بعواقب خروج الفتاة مع شاب غريب أو مطاردة الشباب لامرأة في الشارع، وحكم ذلك شرعا وقانونا. صحيح أن الهيئة تعتمد أسلوب الستر ولا تشهر بمن تقبض عليهم، لكن بعض أساليب انتهاك خصوصيات الأفراد التي تنتهجها، جعل منها أنموذجا يقتدي به المجتمع، وبات بعض الجهلة يتباهون بفضح ما ستره الله. وبالعودة إلى قضية الهريفي، ولو افترضنا جدلا أن من قام بنشر صورته، كان يقصد الرد عليه بعد مهاتراته مع ياسر القحطاني، لا بد أن نتذكر أن قضية ياسر خرجت من بوابة الهيئة، والله الموفق.