كان الرجل ينصح صديقه، قائلا: اشتر للسائق الجديد سيارة كبيرة، حتى إذا عمل حادث لا سمح الله ، تكون أسرتك بمنأى عن أي ضرر. قلت له: مهم جدا أن يهتم كل منا لأمر أسرته، ولكن ماذا عن الآخرين الذين سيتعرضون للهلاك بسبب سائق تحرص على التأمين عليه حتى تتخفف من عبء الدية التي ستنتج عن قيادته الرديئة. الحقيقة أن هذا المشهد العفوي يتكرر دوما، في قضايا كثيرة. ينهي شاب متهور حياة إنسان أو أكثر من خلال قيادة رعناء، ويستغرب إن قال له أحد إنه قاتل. كثيرون يمارسون القتل من حولنا، إن لم يكن بسيف القيادة غير الآمنة للسيارة، فمن خلال قرارات لا مبالية. المسؤول في البلدية الذي يضع توقيعه على تحويلة في شارع، ولا يكلف نفسه عناء التأكد من تطبيق الشركة المنفذة فيها اشتراطات السلامة المرورية، يحمل في رقبته كل قطرة دم تراق على الطريق بسبب هذه التحويلة. إن الأذى الذي يتعرض له المجتمع بسبب غياب الضمير، ليس صحيحا أن من يمارسونه ناس لا يمكن محاسبتهم. نحن كأفراد عاديين شركاء في القتل والترويع والإرهاب. هذا لا يعني تبرئة المرور ولا البلديات ولا وزارة النقل من تهمة المشاركة في القتل الخطأ أيضا. في الخارج تستطيع كشخص متضرر أن ترفع قضية وتطالب بتعويضات كثيرة، تجاه كل ما يهدد أمنك وسلامتك، بدءا من كوب قهوة ساخن أكثر من اللازم يندلق عليك، وانتهاء بمطب يسبب العطب لسيارتك. أما نحن، فلا يزال "شيخ المعارض" على سبيل المثال هو الحاكم بأمر الله في حوادثنا ومصائبنا، حتى مع وجود التأمين. وتلك "خصوصية" أخرى. يعني: موت وخراب ديار و"شيخ معارض" لتقدير الخسائر. وإن أحسست بشيء من التعب، فلا بأس من المرور على "شيخ البيتزا" أو "شيخ المانجا" أو "شيخ المندي".