في أحد المواقع الاستشارية التربوية تسأل البنت: "من فضلك يا شيخنا ما هو حل مشكلتي التي تتمثل في وحدتي الكبيرة، فأنا كأي فتاة في سني أحتاج للحب.. أحتاج لمن يتصل بي ويسأل عن حالي...، أتمنى أن أكلم كباقي الفتيات شابا، وأسمع كلام الحب الذي ينقصني"! إجابة الشيخ كانت في الصميم، حيث قال: "إن الشباب لا يمكن أن يسعدوا في حياتهم مع صديقة الأمس.. حيث أثبتت الدراسات أن أكثر من 85 % من الزيجات التي تسبقها علاقات عاطفية تنتهي بالفشل والطلاق، والنسبة المتبقية تكون عرضة للمشاكل والأزمات المتلاحقة، وذلك لأن الشيطان الذي جمعهم على الغفلة والعصيان، هو الشيطان الذي سوف يغرس بينهم الشكوك والظنون والعدوان"! ما لم يقله الشيخ الفاضل للفتاة التائهة أننا نعيش في مجتمع لا يُقيل عثرات المرأة نهائياً.. مجتمع يضحك حينما يكتشف أن الشاب وقع في الحب.. يعتبرها حكاية جديرة بالاستماع، وقصيدة جديرة بأن تحفظ وتُلحن وتُغنى.. لكنها جريمة كبرى تمس الشرف والسمعة حينما تقع البنت في ذات الشيء! ولذلك يجب أن تعي الفتاة أنه لا توجد علاقة بريئة نهائيا بين شاب وفتاة، مهما كانت العلاقة مثالية في ظاهرها، ومهما كانت دوافعها ومبرراتها. كثير من الوقائع سمعناها وقرأناها تتعلق بفتيات بريئات يبحثن عن الحب العفيف والزواج، فيقعن في مصيدة شباب يقومون باستغلالهن أبشع استغلال. الشاب الصادق يعرف بيت الفتاة.. وباستطاعته التقدم إلى والدها للزواج بها لو أراد.. لكنه لا يريدها زوجة، ويختلق الأعذار، والأسباب للتسويف؛ كي يحصل على مراده منها.. وحينما يحصل على ما يريد، وإن كانت لديه ذرة من إنسانية سيتركها بقايا امرأة، ويمضي بحثا عن فريسة جديدة.. المصيبة حينما يجعل منها وسيلة للتكسب والابتزاز والاستغلال والعياذ بالله. متى تعي الفتيات أن علاقات ما قبل الزواج هي أولى الخطوات في عالم الضياع؟!