مصطلح «الأعمال الكاملة» في عرف المثقفين وصناعة النشر هو الإصدار الذهبي الجامع لمؤلفات مشاهير الأدباء والكتاب والشعراء، الذين تكفلت كبريات دور النشر بجمعها وطباعتها في إصدار واحد أو متعدد الأجزاء، كما سلاسل دار الكتاب العربي، ودار العودة، ومكتبة لبنان، التي أصدرت مجاميع مؤلفات: طه حسين، والعقاد، وتوفيق الحكيم، ونجيب محفوظ وغيرهم من الشعراء والكتاب والروائيين، وقبل أيام رأيت بمحض المصادفة مجموعة مؤلفات ضخمة تضم نحو ثمانية مجلدات كبيرة مكتوب عليها الأعمال الكاملة ل أحمد الشقيري !! فعجبت كيف تأتى لأحمد الشقيري أن يؤلف هذا الكم الكبير من المؤلفات إلى جانب انشغاله ببرنامجه الشهير»خواطر» وهو لما يزل في مقتبل العمر، اقتربت من المجموعة المختومة بغلاف بلاستيكي شفاف وقلبتها لأعرف المزيد فلم يستبن لي شيء، ففضتها وقلبتها فتبين أنها بالفعل لأحمد الشقيري، ولكن عند التحري تكشف أن الشقيري المقصود ليس صاحبنا الإعلامي السعودي المشتهر بخواطره، وإنما مثقف وسياسي فلسطيني ولد بحسب موسوعة ويكيبيديا في 1908م أي قبل أن يولد الشقيري السعودي بعشرات السنين، وهو أحد من أسسوا منظمة التحرير الفلسطينية، ورأس لجنتها التنفيذية، وأسهم في تكوين جيش التحريرالفلسطيني والدعوة إلى الكفاح المسلح، وإلى جانب ذلك استمر في العمل الثقافي كاتبا ومؤلفا إلى أن توفاه الله في عام 1980م، وفي أثناء ذلك اختارته الحكومة السورية التي كان يحمل جنسيتها لعضوية بعثتها في الأممالمتحدة، كما شغل منصب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية في القاهرة، ومن ثم منصب وزير الدولة لشئون الأممالمتحدة، ومن أعماله شغله لمنصب السفير الدائم في المملكة العربية السعودية، وغير ذلك من الأعمال والمناصب الإدارية الكثيرة . أما مؤلفاته فهي: قضايا عربية، دفاعا عن فلسطين، فلسطين على منبر الأممالمتحدة، أربعون عاما في الحياة السياسية، مشروع الدولة العربية المتحدة، من القمة إلى الهزيمة مع الملوك والرؤساء العرب، إلى أين، حوار وأسرار مع الملوك والرؤساء العرب، وغير ذلك من المؤلفات . أحمد الشقيري الشاب والإعلامي السعودي أشهر من نار على علم، ولا يكاد مشاهد للتلفزيون في عالمنا العربي أن ينفي معرفته به، أما الشقيري الأول المثقف والسياسي الفلسطيني فلا يكاد يعرفه إلا المعنيون بالشأن الفلسطيني ومن أجيال معينة، وأكاد أجزم أن الشقيري السعودي معروف لدى الفلسطينيين أنفسهم أكثر من مواطنهم الذي أفنى حياته في الدفاع عن قضيتهم، تسألني لماذا فأقول لك إنه الإعلام !!