بكل بساطة اعترف ساركوزي بهزيمته في الانتخابات الرئاسية وقال أمام أنصاره :( لدى فرنسا رئيس جمهورية جديد ، هذا خيار ديمقراطي وجمهوري ، هولاند هو رئيس الجمهورية الفرنسية الجديد وعلي أن أحترمه) ، انتهت القصة بكل بساطة بالنسبة للسيد ساركوزي حيث سيخرج من قصر الإليزيه في أسرع وقت ليستمتع بالحياة مع زوجته كارلا. على الطرف البعيد من البحر الأبيض المتوسط يخرج كل الشعب السوري الشقيق برجاله ونسائه وشيوخه وأطفاله ويواجهون بشجاعة لم يشهد لها التاريخ مثيلا عصابات القتل والخطف والاغتصاب كي يقول كل يوم بل كل لحظة لبشار الأسد اغرب عن وجوهنا أيها المجرم المستبد السفيه ، ولكن الدكتاتور يتشبث بكرسي رئاسة الجمهورية حتى ساعة الاحتفال بقتل آخر مواطن سوري ! . كل سوريا لا تريد الأسد رئيسا للجمهورية، حماة ، أدلب، درعا، دير الزور، حمص، ريف دمشق ، اللاذقية ، حلب ، وحتى العاصمة دمشق، ولو أمر بشار الأسد شبيحته بعدم إطلاق النار على المتظاهرين ليوم واحد فقط ، لتظاهر ضده كل من في قصره من حراس وخدم وحشم ومساعدين وربما بعض أفراد أسرته ! . لذلك – والله أعلم – لن تكون نهاية بشار الأسد مثل نهاية ساركوزي ، ساركوزي يمكنه الآن أن يتناول الآيس كريم على أحد الشواطئ الخلابة ويستشير كارلا في عنوان كتابه القادم ، بينما بشار سينتهي به المطاف للبحث عن ملجأ آمن لأفراد أسرته، حيث لن يقوده هذا الطريق الدموي مع شعبه إلا إلى لحظة الذبح المرعبة التي مر بها القذافي . في مظاهرة في قلب دمشق رفع أحد الثوار لافتة كتب عليها: (اقتربت ساعة الصفر) وتحتها أرقام مؤقت تبين أن ما تبقى من الزمن للإطاحة بسفاح دمشق ليس أكثر من ثلاث دقائق ! ، بشار على العكس من هذا المتظاهر يظن أنه يمكن أن يبقى إلى الأبد في قصره مادام هناك ذخيرة في أسلحة جنوده ، لا يهمه لو هدم كل بيوت سوريا على رؤوس سكانها من أجل أن يبقى في كرسي الحكم، وبالمناسبة هو قد فعل ذلك واقعا لا مجازا .. أي أنه في الواقع الموثق بالصوت والصورة :(هدم كل بيوت سوريا على رؤوس سكانها من أجل أن يبقى في كرسي الحكم ) !. بالنسبة لساركوزي المسألة مختلفة تماما ، فهو لم يكتف باعترافه بهزيمته في الانتخابات بل أكد أنه لن يخوض أي انتخابات تشريعية مقبلة ، انتهى الموضوع بالنسبة له وقال لأنصاره : (لا تنقسموا وابقوا متحدين ، إن النتيجة المسجلة اليوم الأحد محترمة ولكنني لن أخوض غمار التشريعيات القادمة)، لاحظوا..انتهى حكمه لفرنسا العظمى وهو يتقبل الموضوع بكل بساطة بل لا يجد ذلك أمرا سيئا : (لقد جاء عهد جديد، وخلال هذا العهد الجديد سأبقى واحدا منكم ويمكنكم أن تعولوا علي في الدفاع عن قناعاتكم، ولكن مكاني لا يمكن أن يكون نفسه ذلك الذي كان في السابق ، فالتزامي في هذه اللحظة سوف يكون مغايرا)!.