بعد فحص حالتك تبين أنك مصاب بالأعراض المرضية التالية : - إدمان الجدل: فأنت تجادل في كل شيء ومن أجل لا شيء، قضايا بدهية عند العقلاء! قضايا محسومة ولو ناقشت فيها حتى يوم الدين لن تحصّل فائدة! وما يزيد الأمر خطورة أنك تظن أن هذا هو الصواب، لذلك تكرر ( أنا أناقش إذاً أنا موجود). - محروم من الإنتاج الفكري الحقيقي: غير موضوع الروايات السطحية التي ما أوجدها إلا كونها مصدر ثراء لدور النشر العربية التي تتربّح على مصائبنا، وكمية الفضائح التي تملأ صفحاتها وتزكم أنوف الأسوياء، السؤال: ما إنتاجك الفكري الحقيقي؟ - متعطش للصعود السريع: لذلك بعد تطبيق بعض المقاييس عليك أن تبين أن عندك استعداد لأن تبيع الغالي والرخيص، وتضحي بالقريب والبعيد، من أجل صعود سريع للأعلى حتى ولو كان بلا أسس، ويتبين الأمر أكثر عند متابعة الأسماء المستعارة التي تملك شجاعة في الهجوم على الآخرين، فبمتابعة بسيطة تجد أن وراء كل اسم مستعار مثقفا متخفيا. متعطش للصعود السريع: لذلك بعد تطبيق بعض المقاييس عليك تبين أن عندك استعداد لأن تبيع الغالي والرخيص، وتضحي بالقريب والبعيد، من أجل صعود سريع للأعلى حتى ولو كان بلا أسس - مهووس بالتصنيف: لذلك عندك استعداد أن تجلس في أي مكان، وتبدأ في تصنيف الناس حسب طريقة المشية، ولبس الشماغ، وعدد الشعرات في الوجه، بل وصل الحال بالبعض إلى أن يتجرأ على الكبار، ويبدأ في تصنيفهم بناءً على سطر من 500 صفحة. هذه هي الأعراض وإليك الآثار المتوقعة عليك وعلى المجتمع بصورة أكبر : - السقوط المدوي: لكل صعود سريع سقوط مدو، مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، وآثار هذا السقوط ستكون مؤذية للجميع. - تسلط الضعفاء: عندما تصبح أصول اللعبة القذرة قواعد، ينزوي الأقوياء، ويتحولون إلى سلبيين، وبالتالي يصعد الضعفاء ويتسيّدون الموقف، بل ويصبحون قدوات ونماذج يحتذى بكفاحها. - ذكاء بلا إنتاج: الذكاء موجود، وفي أحيان كثيرة يكون فطريا، لكن العقل صرف إلى الجوانب المظلمة فأصبح عالة على المجتمع، وغاب الإنتاج الحقيقي. - ضياع العمر: كلمة تتكرر بين المثقفين خصوصاً إذا بلغ من الأمر عتياً : آسف لقد كنت مخطئاً ! جيد شكراً على التوبة والتراجع، لكن سنوات عمرك وعمر المجتمع التي ضاعت في أمر خاطيء! كيف سنعوضها؟! - عالة على الآخرين: سيكون مجتمعك عالة على المجتمعات الأخرى يستقي منها فكرة حتى ولو كانت تطبيقاتها لا يمكن أن تنبت على أرضك، لكن لأنك فارغ فغيرك سيملأ فراغك! عزيزي المثقف! شفاك الله.