من المؤكد أن الإعلام العربي، تعرض خلال فترات طويلة إلى مؤثرات جعلت استغلاله مسألة ميسورة. ولهذا وجدنا ظاهرة الإعلام الذي يبتز هذه الدولة أو تلك. ولا يزال مثل هذا الإعلام موجودا في فضائنا العربي. ومثلما هناك ابتزاز عربي، كان هناك ابتزاز صحفي، كنا في أعوام سابقة نشهد مظاهر متعددة له. إذ إن أي مشكلة شخصية لهذا الكاتب أو ذاك سرعان ما تتحول إلى قضية رأي عام بالنسبة له. هذه المسألة، جعلت ذهنية إدارات العلاقات العامة في بعض المنشآت تبدأ تواصلها بشكل شخصي، من أجل معالجة الشأن الشخصي، انتظارا لتبييض الصورة من خلال مقالة أو تقرير لاحق. رأيي أن هذا الخلط بين الشخصي والعمومي، نتج من خلال وجود نماذج غير سوية في بعض القطاعات الإعلامية العربية، ونماذج غير سوية في المنشآت العامة والخاصة. هذا الأمر أفرز ظواهر ارتزاق وانتفاع بين طرفين. في غالب الأحوال يتم إنهاء الإشكالية من خلال عقود استشارية ولجان مختلفة ودعوات مجانية. لكنها في العمق، تجعل المصداقية تتأرجح، والصورة تصبح شديدة البؤس. القليل من التجرد لدى الطرفين أمر ضروري حتى تغدو الصورة أفضل.