هي جمعية فتية مازالت في طور التكوين لم تبلغ مرحلة النضج بعد فهي مازالت تدرج في عامها الأول بعد، لكنها مع ذلك تسير نحو تحقيق أهدافها بأقدام راسخة الخطو، ولأن من أبرز أهداف جمعية رعاية الطفولة توفير بيئة نمو صحية وسليمة لجميع الأطفال في المملكة بصرف النظر عن الوضع الاقتصادي للأسرة، فقد حرصت على البدء بتقديم برنامج للتثقيف الأسري عن مرحلة الطفولة وتوضيح أهمية إشباع احتياجات الطفل في هذه المرحلة من العمر كالحاجة إلى الشعور بالحب والحماية والأمن وتنمية المدارك وإشباع الفضول المعرفي وغرس القيم الأخلاقية الحسنة وتعلم أساليب التفاعل الاجتماعي الجيد، وغيرها من الاحتياجات التربوية التي تترك أثرها في تكوين شخصية الطفل وحمايته من الانحرافات والمشكلات النفسية. وقد حرصت الجمعية على أن تقدم هذا البرنامج التثقيفي للأمهات بالمجان، إسهاما منها في رفع المستوى الثقافي بين الأمهات في مجال تربية الطفل، وكذلك تعويضا للأطفال الذين لم تتح لهم فرصة الذهاب إلى رياض الأطفال. وبرنامج التثقيف الأسري هو في الأصل برنامج وضعته جمعية أشيف التركية بهدف النهوض بالأسر التركية في مجال رعاية الطفل، وقد حقق البرنامج نجاحا كبيرا في تركيا وانتفعت به كثير من الأسر هناك، فكان ذلك محفزا لبعض الناشطات السعوديات في مجال رعاية الأسرة والطفولة على نقله وتجربة تطبيقه في المملكة، وكانت بداية تطبيقه لأول مرة في المملكة قبل سنوات قليلة بجهود من جمعية الملك عبدالعزيز بالقصيم ثم في جمعية النهضة الخيرية بالرياض حيث جرى تدريب بعض المشرفات الاجتماعيات من موظفات الجمعية على تطبيق البرنامج وإدارته في بعض الأحياء الشعبية التي تفتقر فيها الأمهات إلى التثقيف في هذا الجانب ويكون فيها الأطفال غالبا لا يذهبون إلى رياض الأطفال، وكانت النتيجة مشجعة جدا من خلال ما لوحظ من تغير كبير في مفهوم الأمهات لتربية الأطفال وإدراك الكثيرات منهن للأخطاء التي كن يقعن فيها عند تعاملهن مع أطفالهن.. واليوم تقوم جمعية رعاية الطفولة بحمل مسؤولية تطبيق البرنامج في بعض أحياء الرياض بعد مراجعة ترجمة البرنامح وإعداد مدربات مؤهلات لتقديم البرنامج للأمهات. وتطمح الجمعية إلى أن تمتد خدماتها وتتسع لتستطيع تقديم هذا البرنامج التثقيفي في مختلف مدن المملكة وقراها حيث تكون هناك الحاجة إليه أكبر لدى الجانبين الأمهات والأطفال، كما تطمح أن يكون التثقيف شاملا الوالدين معا وليس الأمهات فقط، فالآباء مثل الأمهات كثيرا ما يسيؤون التعامل مع أطفالهم لجهلهم بالأساليب التربوية الأفضل، كما أن تثقيف الأم بالأساليب التربوية الجيدة وإهمال الأب، يجعل الأب لا يفهم جيدا التغير الطارىء على معاملة الأم لأولادها، وربما يعترض على بعض تصرفاتها معهم ظنا منه أن فيها تدليلا وإفسادا لهم فيلومها على ذلك ويحبطها، إضافة إلى أن عدم تثقيف الأب تربويا يحدث نوعا من الاختلاف في أسلوب التربية بينه وبين الأم فيكون ذلك سببا في حدوث التذبذب عند الطفل وهو ما يفسد الجهد التربوي ويتسبب في فشله.