خالد إبراهيم الحجي - الجزيرة السعودية إن حبَّ المساعدة صفة جميلة عند الناس، وهي موجودة عند غالبية البشر، وجميل أن يقدم الإنسان لأخيه الإنسان المساعدة التي تحافظ على حياته، وهذه المساعدة لا يمكن تقديمها إلا إذا كان الفرد على معرفة ودراية بمضاعفات مفاجئة لمرض قديم، فور حدوث ذلك الطارئ، وذلك لدفع خطر الموت أو خطر إحداث عاهات.. ويتضمن ذلك المساعدة التي يقدمها المسعف لغاية تأمينه للمساعدة الطبية، وتعدد وسائل النقل وتنوعها وازدحام البشر في الشارع والمصنع جعل الإنسان عرضة للإصابة بالحوادث أكثر من إنسان الأمس.. لذا يجب إعداد كل فرد في المجتمع لمواجهة الطوارئ التي قد تحدث له أو لمن حوله، فالعامل في مصنعه والفلاح في حقله والوالد والوالدة في البيت والشرطي والجندي كل هؤلاء يحتاجون إلى معرفة طريقة التصرف عند حدوث أي طارئ فإسعاف المصاب في الدقائق الأولى من إصابته بطريقة علمية صحيحة تنقذ حياة المصاب وتدفع خطر الموت وتسهل في شفائه.. واليابان تحتل المركز الأول في الإسعافات الأولية، تليها إسرائيل. ولتحقيق التأهيل في الإسعافات الأولية في المملكة يمكن تصميم برامج الإسعافات الأولية بعناية ودمجها في مناهج التعليم، بذا يكون الشاب والبنت عند تخرجهما من الثانوية مؤهلين تأهيلاً كافياً للإسعافات الأولية، ولنشر الوعي وتشجيع الحصول على دورات الإسعافات الأولية، يمكن للمتفوقين في هذا المجال حصولهم على وسام خاص على غرار وسام متبرعي الدم لعشرة مرات، أو إصدار بطاقة من الهلال الأحمر السعودي تبين أن صاحبها حاصل على دورة إسعاف أولية، يمكنه بواسطتها أيضاً، الحصول على أسعار تفضيلية في الطيران أو الفنادق، وذلك للشاب. أما البنت فعلى الرغم أنها ستتاهل بنفس البرامج التي أهلت الشاب إلا سيظل ينقصها معرفة قيادة السيارة، عند احتمال انفرادها بإسعاف مصاب، لذا سيكون لزاماً استكمال تأهيلها في هذا المجال، وخير مكان لتأهيلها لقيادة السيارة هي حصولها على دروس نظرية لقيادة السيارة ودمجها كبرامج اختيارية ضمن منهج جامعة الأميرة نورة، كما أن المساحة الشاسعة للحرم الجامعي لجامعة الأميرة نورة، واقتصاره على النساء فقط، سيكون مناسباً اقتطاع بعض المساحة ليكون مدرسة لتعليم القيادة النسائية للسيارة، وبذا تكون المرأة سنحت لها الفرصة لتعلم القيادة ولكن في بيئة نسائية خالصة، عندها تصبح المتخرجة من الجامعة، قادرة على الإسعافات الأولية، بما في ذلك قيادة السيارة، ولها حق، إذا اقتضت ضرورة الإسعاف، تقدير الموقف بأحد الخيارين: إما قيادة السيارة وإنقاذ المصاب وتوصيله إلى أقرب مساعدة طبيبة.. أو اعتماد الفتوى القائلة بتحريم قيادة المرأة للسيارة والبقاء بجانب المصاب تنظر إليه بحسرة، علماً بأن أيّ واحد منا، معرض لهذا الاحتمال، -لا سمح الله-، بأن يكون مصاباً وهو منفرد مع أمه، ابنته، أخته أو زوجته.