الأربعاء الماضي ، حصل حدث غير متوقع لسيدةٍ سعوديةٍ قررت قيادة سيارتها –كما فعلت ذلك 12 مرة – في أثناء نقلها لابنتها للعمل في شمال جدة ، حيث تحلقت حولها ثماني سيارات شرطة ، وبحسب صحيفة «الوطن» فإن السيدة نجلاء حريري قالت : (في الشرفية سألني الضابط الذي تعامل معي بكل احترام هل تحملين رخصة قيادة فأجبته نعم، وقال هل توقعين على محضر بعدم معاودة القيادة مرة آخرى؟. فقلت له لا لن أوقع، فسجل محضر الضبط ووقعت بخط يدي «تحت كل توقيع» لن أوقع على أي إقرارٍ بعدم قيادة السيارة، ووقع زوجي على محضر استلامي وتم السماح لنا بمغادرة مركز الشرطة ).الموقف الذي اتخذته حريري بعدم التوقيع على تعهد عدم القيادة وتأكيدها للصحيفة أنها من الممكن أن تقود في المرات القادمة إذا احتاجت لذلك ، موقف شجاع وجرئ فعلاً ، وهو موقف ينم عن الوعي بحقوق المرأة وكيفية التعامل معها . هذه القصة لا تثير وتكشف فقط عن آلية الأنظمة وكيفية التعامل مع من يخالفونها ، ولكنها تكشف عن قضية هامة جداً لم يتم العناية بها في الواجهة وإن تم التعامل معها سابقاً تحت أسماء مختلفة ، وهي قضية «حقوق المرأة السعودية « . مشكلة «حقوق المرأة» أن لها تاريخاً طويلاً في الصراع الاجتماعي العربي حيث بدأت عام 1944م حينما عُقد مؤتمر الاتحاد النسائي العربي وقد حضرته مندوبات عن البلاد العربية ، ومع أنه تم إنشاء اتحاد نسائي إلا أنه لم ينجز الكثير فعلياً ، ولذلك فإن الدعوة لإنشاء جمعية ل»حقوق المرأة» تثير استياء الكثيرين ، مع أنه بالفعل تم إنشاء جمعيات سعودية عشوائية لم تقم بأنشطة واضحة ولذلك فإنها ليست إلا تجارب فاشلة غير عاكسةٍ لصورة جمعيات حقوق المرأة التي أنجزت شيئاً مهماً في التاريخ الأمريكي والأوروبي. المرأة السعودية في هذه النقلة الحضارية المهمة تحتاج بالفعل جمعية نظامية تحت مسمى «جمعية حقوق المرأة السعودية « تقوم بالعناية بجميع القضايا المعلقة التي تخصها وما أكثرها مثل : تحديد سن الزواج ومنع زواج القاصرات ، عنف الرجل ضد المرأة اللفظي والسلوكي ، المواصلات الآمنة للمرأة ، حقوق المرأة في الحركة الاجتماعية مثل مشاركتها في الانتخابات ، مساندة المرأة التي تعاني من التحرش ، دعم النساء العاطلات ..الخ وسيكون لهذه الجمعية دور هام آخر في تحفيز النساء المبدعات وتأييدهن وهو وجه إيجابي ومشرق . المرأة السعودية بدأت تتعلم كيف تحصل على حقوقها في الألفية الثانية وهي التي ركضت منذ أعوام لإنشاء فكر يساندها ونجحت في الحصول على هذا الفكر ولكنها لم تلمس النتائج التطبيقية له .