يقول الخبر اللافت: «الزواج من رجل ثري حلم كثير من الفتيات، ومن هذه الرغبة انطلق مركز فريد من نوعه في العاصمة الصينية بكين لتدريب الفتيات على اكتساب المهارات اللازمة للفوز بعريس ثري، بل ثري جداً، وغدا معهد بكين للتدريب المعنوي للنساء هو مقصد كل فتاة صينية تريد الزواج من بليونير بعد زيادة ملحوظة في أعدادهم مع النمو المتسارع لاقتصاد البلاد». وفي مقابل 20 ألف يوان (3080 دولاراً) تحضر الفتيات 30 ساعة تدريب على حيل اقتناص زوج بليونير أو مليونير أو حتى رجل ثري ناجح، بدءاً من أساليب التزين والإغراء واستخدام مساحيق التجميل إلى فن اكتشاف الرجل المحتال الكاذب من مجرد التمعن في تعبيرات وجهه. واجتذب مركز بكين منذ افتتاحه في آب (أغسطس) من العام الماضي، أكثر من 2800 فتاة من الطبقة المتوسطة تحلم بالعثور على غايتها، وتتعلم الفتيات في المركز فن إدارة الحديث وتنمية الشخصية، وفن صب الشاي المشروب التقليدي في الصين الذي له تقاليد عريقة تكشف عن رقي الشخصية. حسناً، الغالبية ستقرأ الخبر درامياً، إنهم مجتمع مادي، وأن الفتيات ماديات، إلى آخر الديباجات الجاهزة في ثقافتنا، أطياف أخرى ستقرأه على أنه نوع من أنواع الصدق مع النفس، ونوع من أنواع «البيزنس»، فهناك طلب، فقامت مجموعة خبيرة أو متخصصة، أو حتى مدعية بتلبيته، وإن لم يكن هناك طلب، فهي قامت باستحثاثه، فهناك ما يسمى الطلب المستحث، والطلب الكامن على السلع والخدمات كما تعرفون. شخصياً أجده شيئاً مقبولاً، وهو موجود لدينا لكنه ليس مقنناًً في معاهد، ولا يمكن الجهر به على الأقل علانية، وعمليات الاصطياد تجري على قدم وساق في المصائف «الكشخة» وفي المواقع الباذخة محلياً وفي المناسبات الاجتماعية. البنات يرسمن على أزواج من مستويات عائلية أو مادية «فخمة»، ويتلقين الاستراتيجيات العامة من الأمهات أو الأخوات، ويتولين التنفيذ مع الصديقات من دون إخبارهن بالحكاية، وهذا من أحد أسباب تموضع او تمركز البعض في مواقع معينة في مدن ودول معينة على مدار الصيف وتخلف ثقافة السفر والسياحة لديهم. الشباب أيضاً يبحثون عن زوجة «كاش» أو صاحبة ميراث، ولمن طموحاتهم محدودة يبحثون عن المدرسة أو الإدارية التربوية. ماذا لو فكر مبدع أو مبدعة في إنشاء معهد لتعليم البنات هذا النوع من الاصطياد، وبدأ يعطيهم خطوات عملية أجدى نفعاً من محاولتها مجاراة أخته أو أمه، وتمييع شخصيتها فهي «منفتحة» حتى يتضح انغلاقه، أو محافظة حتى تتضح «فلاويته». المعهد أيضاً يمكن أن يدرب الشباب على الذرابة أمام الأثرياء ليقطعوا نصف الطريق الى قلوب بناتهم، ويمكن أن يكون أحد أهم الدروس هو تعليمه التوقيت الدقيق، والنطق السليم لمصطلحات «أبشر»، «تأمر أمر»، «يصير خير»، و«حنا ما نستثمر في السعودية».