من المشاكل الهامة التي تواجه بلديات المدن الكبيرة في المملكة الزيادة السكانية الهائلة فيها، وهي زيادة طارئة وليست نموا طبيعيا.. هذا الطوفان البشري الذي يكاد يغرق بعض المدن سببه الهجرة من الأرياف والقرى والمدن الصغيرة بحثا عن العمل والخدمات، مدن مثل مكةوجدة والرياض تضاعف عدد سكانها قرابة ثلاثة أضعاف خلال العشرة أعوام الأخيرة، وكما هو ملاحظ في ازدحام الشوارع ونشوء أحياء عشوائية أو مخططة خارجها، والضغط المستمر على الخدمات فوق طاقتها الاستيعابية أضعافا ويضيع بسببه كل تحسين وإضافات، والسبب سوء التخطيط أو انعدامه، نحن أوجدنا المشكلة بجهل وإصرار إذ ركزنا على الخدمات في هذه المدن الثلاث، كل المشاريع والشركات المستخدمة توجد هناك، وفرص العمل والاكتساب والوظائف الحكومية وسواها مركز في العاصمة، فرص العلاج الجيد أو المتوسط لن تحصل عليه إلا في إحدى المدينتين، كثير من المشاكل تحدث من ذلك التركيز، حيث يترك الناس قراهم ومدنهم المنسية أو شحيحة الخدمات إلى المدن المحظية بكل الخدمات، وبنزوحهم يفتقر الريف إلى سكانه والعاملين في زراعته وتربية الأنعام (المواشي) والصناعات الريفية والصناعات الخفيفة. مع الأسف لا توجد عندنا جهات تهتم بالتنمية القروية ولا التشجيع على المجمعات القروية بتأسيس الخدمات فيها وإيجاد مجالات للعمل ومستوى مقبول من الحياة الاجتماعية، اهتموا بالقرى لتنقذوا المدن من الاختناق البشري.