شلاش الضبعان - اليوم السعودية من حق المطالبين بعمل المرأة أن يدعوا إلى فكرتهم بكل وسيلة، وينافحوا عنها بكل طريقة، ومن حقهم أن يستدلوا على صواب فكرتهم بكل دليل من حواء عليها السلام مروراً بآسية والرميصاء وحتى زمن صيتة وخزنة ثم نهاية التاريخ بريهام ومرام. ولكن ليس من حقهم أبداً أن يسفهوا كل طرح غير طرحهم، أو كل من تجرأ وأراد أن يقول دعونا نناقش الأمر! لقد وقعوا بذلك فيما نهوا عنه، فإن كانوا يهاجمون المتطرفين الذين يريدون أن يسجنوا المرأة في قبو البيت، حتى تخرج إلى قبرها، فهم يحتلون عن جدارة الجهة المقابلة في التطرف، وكلا الطرفين ذميم وخطير. ليترك للمرأة الخيار في العمل الذي يناسبها، وعلى رأس ذلك، تلك المهمة الخطيرة والكبيرة التي لا يستطيع أن يقوم بها غيرها «ربة بيت». فربات البيوت ليس حقهن الشكر والتقدير فقط، بل حقهن أن تصرف لهن رواتب مقابل هذا العمل العظيم والمهم. فمن خرج العظماء والمبدعين إلا بيوت مطمئنة عرف فيها كل من الرجل والمرأة مهمته وقام بها خير قيام ؟ وكم من عظيم ومبدع سئل عن سر نجاحه، فكان الرد ببساطة : اسأل أمي!! كما أن بيوتنا في هذا الوقت في أمس الحاجة لوجود الوالدين فيها، والأم على وجه الخصوص، فقربها من أولادها واستماعها لهم يكفينا، ويكفي المجتمع الكثير. واسألوا أبناء العاملات ينبئونكم بالكثير والكثير جداً. أكرر حتى لا أوصف بالتطرف، وعدم التحضر، وغير ذلك من تلك القائمة الطويلة لا أحد يطالب بتعطيل نصف المجتمع، لكن في المقابل لا نريد إخراج المجتمع كله إلى الشارع، ثم وهل مهمة «ربة بيت» تعطيل لنصف المجتمع ؟ عجباً. كنت يوماً في إحدى الدول الأوروبية، وذهبت إلى متجر لشراء مجموعة من الهدايا لربة بيتي، أثناء انهماكي في الشراء وسؤالي عن البضائع، تقدمت لي البائعة، وحدث الحوار التالي : - ماذا تعمل زوجتك حتى أساعدك في الاختيار ؟ - تعمل في بيتها! - لم أفهم!! - أنا أعمل في خارج البيت، وهي في الداخل، والأدوار موزعة، والهدف واضح. -ومن الذي يدفع مصاريف البيت؟ - أنا! أسلم مصروف البيت شهرياً لها وهي تتولى الإنفاق والمتابعة؟ -وماذا تستفيد أنت؟ - الكثير. سكتت قليلاً ثم قالت : هل تتزوجني؟!