محمد الرطيان - المدينة لاسعودية اللهم قلّل الفاسدين، وأكثر الصالحين والمصلحين في بلادي. اللهم احفظ كلماتي من كل «رقيب»، و«حسيب»، واجعلني لا أهتم لأحد سواك. اللهم أنت تعلم خير الكلمات وشرها، فما تراه خيرًا فأبعد عنه «العيون»، ويسّر له النشر، وما ترى فيه شرًّا فأصنع -بمشيئتك يا أرحم الراحمين- ألف سبب وسبب يمنع نشره ووصوله إلى الناس. اللهم أنت تعلم السر وما يخفى، وتعلم -سبحانك- أني لا أخاف أحدًا سواك.. فامنع عني أذى مَن به أذى.. حتى هؤلاء الذين يظنون أنهم يتحدثون باسمك. اللهم قرّبني من كل فكرة جميلة، وأبعدني عن كل فكرة قبيحة. اللهم وامنحني من الأفكار ما لا يخطر على قلب أنجب الزملاء، وأكثرهم فطنة وموهبة. اللهم إنا عبيدك، أبناء عبيدك: منذ سنوات ونحن ندعوك لصلاح البطانة.. فإن لم تصلح فخذهم أخذ عزيز مقتدر. اللهم نبّه المسؤولين لما يحدث حولهم: فالخير إن أتى لا يستثني أحدًا، والشر إن أتى لن يستثني أحدًا. اللهم حنّن قلوب أهل المليارات على أهل «الصنادق»، وقلوب المسؤولين على موظفي وموظفات «البند». اللهم واحمِ الغلابا من صراعات اليمين واليسار. اللهم وافتح خزائن وزارة المالية لتتحوّل إلى وظائف للعاطلين والعاطلات. واحفظ بلادي وأهلها من كل مكروه. اللهم عليك بالفاسدين، والمرتشين، واللصوص، والوصوليين، والمهرجين. اللهم امسح من قواميس وزارة الصحة عبارة «لا يوجد سرير»، وقلل الأخطاء الطبية. وامسح من جامعاتنا عبارة «لا يوجد مقعد»، وارفع ترتيبها بين الجامعات العالمية. وامسح من خطوطنا الجوية كلمة «انتظار»، ومن دوائرنا الحكومية «راجعنا بكرة»، ومن مجتمعنا كل نعرة طائفية / مناطقية / قبائلية.. واجعلنا نتذكّر دائمًا (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). واعفُ عنا، وعافنا من المحسوبية والواسطة. يا رب الأرباب، ويا خالق السحاب أدر عجلة الإصلاح، وامنحنا المزيد من الحرية. واحمنا من استعمار الخارج، واستحمار الداخل.. فلا يوجد أي فرق بينهما. اللهم إني لا أرى جبارًَا سواك.. فانزع من قلبي الخوف من كل صاحب سلطة وشرطة. اللهم إني لا أرى كريمًا سواك.. فلا تجعلني أطأطئ رأسي لصاحب جاه ومال. اللهم أنت مولاي.. وأنا عبدك وحدك.. فاحفظ حريتي من أي شيء يريد أن يستعبدها في هذه الدنيا.. واجعلني ألاقيك حُرًّا كما خلقتني حُرًّا. أنا عبدك الضعيف.. أتذكّر أنك «شديد العقاب»، فأرتبك ويصيبني الرعب.. وأتذكّر أنك «أرحم الراحمين»، فيملأ الأمل قلبي، وترتاح روحي.. فحاسبني برحمتك، ولا تحاسبني بأعمالي.