سهم بن ضاوي الدعجاني - الجزيرة السعودية «إن حلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في مجتمع سعودي معرفي ومبدع سيتحقق سريعاً بفضل من الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل ما تلقاه موهبة وكافة مؤسسات الدولة من دعم ومؤازرة من مقامه الكريم رائد المسيرة وقائد النهضة، وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - يحفظهم الله -». الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» هذا شهادة تبشر بخير وتفتح آفاقاً جديدة للمواطن الذي استبشر بمجتمع «المعرفة» الحلم الذي بشرت به هذه المؤسسة الوطنية الطامحة إلى تشكيل العقل الوطني المعاصر من خلال إعادة معمار الموهبة السعودية، لقد استبشرنا نحن السعوديين منذ سنوات عدة بولادة «موهبة»، خاصة آباء الطلاب الموهوبين الذين سعدوا بهذه المؤسسة وانتظروا أن تحقق آمالهم وطموحاتهم في أبنائهم الموهوبين، ليروا ويحتفلوا بولادة مخترعات أبنائهم على أرض الواقع، مثل ما فرحوا بأبنائهم المخترعين والمبتكرين داخل منازلهم الحالمة بمستقبل مشرق لهؤلاء الصغار، وأنا وغيري ممن يهمه المشهد التعليمي في بلادنا سعدت بما رصده معرض «ابتكار 2010»، من جوائز نقدية للمخترعين والمخترعات والأكاديميين والباحثين في الجامعات والمراكز البحثية والتي وصلت لأول مرة إلى 500 ألف ريال، كما سرني وأثلج صدري ما استحدثه معرض «ابتكار2010» من تخصيص جوائز للأكاديميين والباحثين من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية والمراكز البحثية الوطنية، في مجالات الطب والطاقة وتحليه المياه ومجال الاتصالات وتقنية المعلومات، ولا شك أن هؤلاء الأكاديميين - في نظري - هم وقود (موهبة) بإطروحاتهم الفكرية ومشاركاتهم الاستشارية التي تقود العمل الابتكاري الوطني إلى فضاءات واسعة، وهنا تذكرت نخبة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية الحاصلين على براءات اختراع والذين كرمهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز راعي «موهبة» قبل ثلاث سنوات، عندما منحهم - أيده الله - وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى وهم: يوسف الصغير وماهر العدوان وسعيد الزهراني ومحمد الطريقي وجابر القحطاني ومحمد الصالح وزين يماني وأحمد القرني، وقد خاطبهم - رعاه الله - آنذاك قائلاً: «أنتم ولله الحمد ترفعون الرأس وتظهرون للعالم أن بلادكم فيها رجال لديهم الفكر والقدرة على الاختراعات ويسيرون إن شاء الله على هدى أجدادهم أصحاب العلم»، وأنا بدوري أنقل هذه الكلمات الأبوية الحانية إلى أبنائي وإخواني من المخترعين المشاركين في معرض ابتكار 2010 لأقول لهم: (أنتم ترفعون الرأس)، وكم تمنيت من المنظمين لهذا المعرض أن يطلقوا أسماء أولئك المخترعين الكبار على ممرات المعرض ليرتبط المخترعون الشباب بهم وبإنجازاتهم، وليجدوا فيهم قدوة حية تدفعهم إلى العطاء والإصرار على النجاح من أجل هذا الوطن المعطاء. وأخيراً وحتى تبقى رؤؤس أبنائنا الشباب مرفوعة إلى سماء الابتكار والإبداع أتمنى من «ابتكار 2010» أن يواجه باحترافية مختلفة مشكلات المخترعين الجدد مع أم العقبات التي تقف دائماً أمام المخترعين ألا وهي التسويق نعم التسويق لمبتكراتهم الجديدة، حتى لا تبقى تلك المخترعات حبيسة للأدراج، وأمنيتي أن يصبح «ابتكار 2010» معرضاً مفتوحاً يقدم فيه المخترعون السعوديون أفكارهم للقطاع الصناعي المحلي ليختار منها الصناعيون السعوديون ما يناسب مصانعهم الوطنية ويخدم بيئتنا المحلية؛ لتصبح بذلك رعاية الاختراع السعودي جزءاً من خطط رجال القطاع الصناعي لخدمة المجتمع السعودي بتبني تلك الأعمال الابتكارية لوضعها على طريق الإنتاج حتى يكون المبدع السعودي مشاركاً أساسياً في التنمية من أجل وطن يحتفل بالمخترع (بفتح الراء) قبل المخترع (بكسر الراء).