معركة زواج القاصرات لا تكاد تهدأ حتى تشتعل من جديد، إما في مقال مؤيد أو في مقال معارض، أمام حالة زواج جديدة تكون بطلتها إحدى الفتيات القاصرات. هذه المعركة سلاحها النصوص الشرعية، ودلالاتها التجربة النبوية، وخصومها المنتمون إلى تيارات، تتخذ من بعض الأحداث ساحات نزال، تمارس فيها هواياتها وتكتسب محاربين، لتجنيدهم في هذا المعسكر أو ذاك. هناك العديد من الأسئلة تتعلق بالبحث في هذا النوع من الزواج، الذي يحتل مساحات واسعة من النقاش في الصحف والمجلات والمنتديات، وربما أدى التفكير فيها إلى تخفيف الحدة أحيانا أو البحث عن حلول للمشكلة على نحو آخر. الباحثون الاجتماعيون في الجامعات ومراكز البحث العلمي عليهم أن يطرحوا هذه الأسئلة: هل الأمر ظاهرة أم مجرد حالات معزولة لا تستحق هذا الضجيج، لكنها تحتاج إلى تدخل مباشر من الأقارب الناصحين وحقوق الإنسان والقضاء؟ هل تعيش الفتاة القاصر في أسرة سوية حياة سوية مع والديها وتواصل تعليمها؟ أم أنها عبء على أحد أبوين مطلقين يريد التخلص منها؟ هل الزوج المتقدم لها أعزب أم متزوج أو مطلق أو أرمل؟ فقد يكشف هذا عن أن المتقدم غير مناسب، حتى وإن لم تكن قاصرا. نحتاج إلى البحث الذي يوفر علينا جهودا كبيرة في نقاشات، ربما كان أكثرها خارج إطار المشكلة، وبدلا من حلول جذرية نظل نخلق بهذه المعارك مشكلات لا تمت إلى القاصرات ولا أوضاعهن بصلة.