خلف الحربي - عكاظ السعودية لدي قناعة تامة بأن أكبر خطر على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكمن في أطروحات بعض أنصارها ومحاميها الذين لم توكلهم للدفاع عنها، وهؤلاء ينقسمون إلى فريقين الأول مؤدلج ويريد أن تسير الهيئة باتجاه محدد والثاني جاهل يتبع نظرية (مع الخيل يا شقرا)، وقد تلقيت أمس رسالة رائعة من الدكتور عبد المحسن القفاري مدير عام العلاقات العامة والاعلام والمتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤكد فيها أن الهيئة ترحب بالنقد وتتابع باهتمام ملاحظات الصحافة. سأترككم مع نص الرسالة التي أجد بين سطورها علامات على التحولات الكبيرة التي يعيشها هذا الجهاز تحت رئاسة الشيخ عبد العزيز الحمين، حيث كتب الدكتور عبد المحسن القفاري: (سعادة الاستاذ خلف الحربي الكاتب بصحيفة عكاظ سلمه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فأسأل الله لكم دوام التوفيق والسداد، وقد اطلعت والقراء على مقالكم «ما هو لون الكرامة» المنشور في صحيفة عكاظ يوم الإثنين الموافق 3/2/1431ه والذي تضمن طرحا صريحا ونقاشا بناء وشفافا وتساؤلات تنم عن اهتمامكم الكريم بعمل جهاز الهيئة، وهو أمر يسعدنا ويسرنا أن نجده من زملائنا الكتاب والإعلاميين لإيماننا بمتانة العلاقة بين الهيئة ووسائل الإعلام باعتبارها شريكا فاعلا مع الأجهزة المعنية بالشأن العام وأداة مهمة لنقل احتياجات المواطن والتنبيه على نواحي القصور في عمل الأجهزة وذلك ما يسعى إليه ولاة أمرنا بحمد الله.. وإن مما يجلب السرور والغبطة لدينا في الرئاسة أن معالي الرئيس العام جعل ذلك من أول اهتماماته ونجح معاليه بتحويل ذلك لمنهج وثقافة بين منسوبي الرئاسة ضمن منظومة شاملة لتطوير الجهاز.. وأنتهزها فرصة لأنقل لكم تقدير وشكر معاليه ومسؤولي الهيئة على اهتمامكم بتطوير عمل الرئاسة ومساهمتكم عبر مقالاتكم بنقل صورة مشرفة عن مثقفينا محليا ودوليا كما أبدي لكم اهتمامنا بطرحكم لما تضمنه من رؤية لأبعاد مهمة تعيننا لأن نكون بإذن الله كالجسد الواحد الذي يشد بعضه بعضا، وأود إيضاح أن الهيئة والأجهزة الأخرى ذات الصلة بالعمل الجماهيري بمختلف تداعياته وتنوع فئات جمهوره بالإضافة للتحديات التي يواجهها مجتمعنا تجعل من الخطأ أمرا واردا لكننا نسعى لمحاصرته والرئاسة تقف دوما في وجهه بحزم من خلال مسار وقائي وعلاجي متكامل يركز على مراقبة تطبيق الأنظمة في الميدان وتدريب العاملين وضبط إجراءاتهم. والرئاسة باهتمام مباشر من معالي الرئيس العام تعتني بهذا الموضوع باعتباره أولوية وتتضافر جهود إدارات الرئاسة لمنع أي تجاوز. ومع كل ذلك فإن الرؤية التي يتبناها الجهاز بدءا من الرئيس العام ترسخ أنه لا يقبل بحال وتحت أي ظرف أن يمس أحد من المواطنين أو المقيمين بسوء وأن أهم معايير العمل حفظ الحقوق ومراعاة مبادئ الشريعة المليئة بالرحمة والرفق، وفي حالات موثقة يقف الجهاز ضد من أخطأ من العاملين ويرتب إجراءات صارمة للمحاسبة.. أكرر شكري لسعادتكم وأسعد بتواصلكم دوما معنا على البريد الإلكتروني وأسأل الله أن يديم توفيقكم ويزيد بلادنا أمنا وخيرا وأن يخذل أعداءنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته). أشكر الدكتور عبد المحسن القفاري على هذه الرسالة الجميلة، وأجدها فرصة لأن أسأل عشاق التوتر: (الهيئة مبسوطة منا.. أنتم وش حارق رزكم؟!).