الوطن في اللغة هو المنزل الذي تلد وتعيش فيه و يمثل موطن الإنسان، ووطن المكان وأوطن أقام متخذاً إياه محلاً وسكناً يقيم فيه. والقرآن الكريم أثبت هذا مبدأ حب الوطن من خلال معادلة بين الوطن والحياة في قوله تعالى (( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً)) إن مبدأ حب الوطن لا ينكره عقل ولا يرفضه لبيب، إنه انتماء فريد وإحساس راقي وتضحية شريفة ووفاء كريم، وليس فقط لباساً أو لهجة أو جنسية أو قانوناً،إنه أسمى! إنه حبٌ سامي, وحب الوطن فطرة رفع من شأنها الإسلام، ويؤكد ذلك التقدير والتعظيم حنين الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرج من مكةالمكرمة مكرهاً فقال بعد أن التفت إليها: (( والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت )) وحب الوطن وخدمة الوطن كلمتين مترابطتين وما أروعهما من كلمتين خدمة الوطن صورة مشرقة في مجالات عدة ، والتميز الحقيقي بين الأفراد لا يأتي إلا من خلال خدمة الوطن ، هاتين الكلمتين لو كل واحد فينا يعلم المعنى الحقيقي لهما لأنحسرت كثير من المشاكل التي تواجهنا. فخدمة الوطن واجب على كل واحد فينا وهنا نقول نحن إذا كنا أبناء مجتمع واحد، وتهمنا خدمة مجتمعنا ووطننا، فعلينا أن نتعاون في خدمة الوطن وكن مبدعا للعمل من أجل خدمته ودفع الضرر عنه، والحفاظ على مكتسباته وتعميق مفهوم السمع والطاعة لولاة الأمر والبعد عن كل ما يثير الاختلاف والفتنة انطلاقاً من قوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) وصيانة النفس من كل الأمراض الاجتماعية والأخلاقية الذميمة، والتحلي بأخلاقيات المسلم الواعي والعصري و تعويد أفراد أسرتك وتربيتهم على احترام الأنظمة التي تنظم شئون الوطن وتنشئهم على حب التقيد بالنظام والعمل به تهذيب سلوكهم وأخلاقهم و تعويدهم على حب العمل المشترك في الوطن، وحب الإنفاق على المحتاجين، وحب التفاهم والتعاون والتكافل والألفة بين كافة المستويات الاقتصادية في الوطن تعزيز حب الوحدة الوطنية في نفوسهم، والابتعاد عن كل الإفرازات الفئوية والعرقية والطائفية الممقوتة، مع التأكيد على الفرق بين الاختلاف المذهبي والتعصب الطائفي نشر حب المناسبات الوطنية الهادفة والمشاركة فيها والتفاعل معها، والمشاركة في خدمة الوطن و المواطن التي تدل على تعاون المواطن و تعزيز حب التعاون مع أجهزة الدولة والقطاعات الحكومية مع التأكيد على الابتعاد عن كل ما يخالف الأنظمة من سلوكيات غير وطنية، ومفاسد إدارية ومالية ومقارعتها والسعي للقضاء عليها أخيراً نغفل كثيراً عن مفهوم حب الوطن ذلك المفهوم العملي الواقعي الذي يتعدى الشعارات البراقة والأغاني، إن أعظم هدية نقدمها للوطن في يومه هو ذلك الانتماء الذي يتعدى حدود الذات ومصالحها ومباهجها إلى تلك التضحية بكل دقيقة وبكل حواسنا ومشاعرنا في سبيل بناء ذلك الوطن . [email protected]