أثارت الأمطار التي هطلت صباح السبت 5/12/2009 على مدينة جدة، ذعر المواطنين خوفا من تكرار كارثة (الأربعاء الأسود)، وشوهدت بعض المحال التجارية وهي تغلق أبوابها، بينما اضطر مواطنون إلى العودة لمنازلهم, وشهدت المدارس في أول أيامها بعد العودة من إجازة عيد الأضحى, إقبالا ضعيفا من الطلاب, خاصة تلاميذ المرحلة الابتدائية. وتسبّبت شائعة راجت مساء الجمعة 4/12/2009 عن احتمال انفجار بحيرة المسك في الساعات الأولى من صباح السبت 5/12/2009؛ في حالة من الخوف لدى المقيمين في الأحياء المتاخمة للبحيرة، وعاش أهل هذه الأحياء ساعات عصيبة مرت دون وقوع ما لا يحمد عقباه, وأصبح أهل جدة في حالة تحفز دائم، وعرضة لشائعات يتم ترويجها من قبل أشخاص غير مسؤولين. من جانبه, طمأن العميد محمد القرني الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني في جدة, سكان المحافظة، مشيرا إلى أن محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز عقد اجتماعا مع عدد من المهندسين لعمل (مصدات وموانع) للحدّ من قوة السيول، والعمل على تغيير مسارها بعيدا عن المناطق السكنية، وأشار القرني إلى أن العمل جارٍ لتحديد مسار جديد لمياه بحيرة المسك باتجاه شبكة تصريف مياه السيول التي تقع في شارع التحلية، ونوّه بأنه من المتوقع أن ينتهي تنفيذ المسار الجديد خلال ال 48 ساعة المقبلة. بينما انتشرت فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني في محافظة جدة على مقربة من مواقع جريان السيول منذ فجر السبت 5/12/2009، ورصدت (عناوين) فرقة للسيارات البرمائية في منطقة بحرة على طريق (مكةجدة) السريع، ترافقها أكثر من 6 سيارات دفع رباعي؛ قامت بتمشيط المناطق الواقعة شرق وغرب الطريق السريع، وما زالت متمركزة في مقربة من مجرى سيل (وادي فاطمة)، الذي يعدّ الوادي الأكبر الذي يمتد إلى أكثر من 80 كيلو مترا أسفل منحدرات السيل الكبير على طريق (مكةالطائف السيل)، الذي يقطع محافظة الجموم بعرض يصل إلى أكثر من 50 مترا، ويصب في البحر الأحمر مارا بالأحياء الجنوبية لمحافظة جدة. وكثفت المديرية العامة للدفاع المدني فرقها التي تواجدت في مدينة جدة، خاصة على امتداد طريق الجامعة، وركزت على توفير القوارب المطاطية وآلات الإنقاذ البرمائية وسيارات الدفع الرباعي، إضافة إلى محطة للرصد والمراقبة.