أكد مؤسس ورئيس الجمعية السعودية للأحياء الدقيقة والأمراض المعدية، الأستاذ المشارك بكلية الطب في جامعة الملك فيصل الدكتور عبد الرحمن القرشي، ضرورة زيادة الأبحاث الطبية ورفع درجة الاحتياطات الصحية لمكافحة الأمراض الوبائية والمعدية، مشيرا إلى أن جمعيته تقوم بدورها في مجال تطبيق الأبحاث والرعاية الصحية والاحترازية في مكافحة الأوبئة. وأشار القرشي، خلال حديثه ل (عناوين) الجمعة 9/ 10/ 2009 إلى أن أطروحات بحثية تهدف الى مكافحة إنفلونزا الخنازير في انتظار دعم القطاعين العام والخاص، لأنها بحاجة الى التطبيق العلمي ولاسيما في مجال تقنيات النانو. وطرح القرشي عددا من هذه الأطروحات كتقنية نقل الصفات الوراثية من ميكروب إنفلونزا الخنازير إلى صفات أخرى باستخدام تقنيات النانو، وذلك بالتلاعب في الشفرة الأساسية DNA لجين الفيروس نفسه، بحسب نوعه وصفاته الوراثية، وتغييره من فيروس ضار ينتقل بالعدوى من شخص إلى آخر إلى فيروس محدود الضراوة لا ينتقل بالعدوى. ويعد (النانو) مقياسا يعادل واحدا في البليون من المتر الواحد، وهو يمكّن من إعادة تشكيل وصياغة التركيبة البنائية للمركبات والجزيئات في مجالات علمية أحدها العلوم الحيوية والأمراض الوبائية والمعدية. أما الطريقة الأخرى، حسب القرشي، فتهدف إلى تخفيض تكلفة العلاج بالمستحضرات الدوائية للمضادات الحيوية المعالجة للالتهابات الفيروسية، مما يمكّن من الاستغناء عن مستحضرات دوائية مضادة للالتهابات الفيروسية وتراوح تكلفة بعضها بين 150 و 300 ريال. ووفقا للقرشي، فإن هذه التقنية تعمل على تغيير تركيبات المضادات الحيوية أو التغيير في الجينات الوراثية الأخرى للميكروبات المسببة للالتهابات أو المسببة لأضرار لصمامات القلب التي تسمى بالميكروبات السبحية، حيث يسهل تغييرها للقضاء على تلك الميكروبات. وقال القرشي: "كما نعرف فإن كثيرا من الميكروبات الحالية تولد مقاومة لعديد من المضادات الحيوية، وبذلك يمكن تغييرها جينيا حتى لا تقاوم الأدوية زهيدة الثمن مثل البنسيلين، ومعلوم أن ميكروب الإنفلونزا يقاوم البنسيلين ولا بد أن تستخدم له مجموعة من المضادات الحيوية غالية جدا في القيمة، حيث يقدر النوع الواحد لبعض المضادات الحيوية في بعض الأحيان بأكثر من 58 ريالا، إن لم يكن أكثر. وأضاف: "حتى نتمكن من معالجة تلك الميكروبات نحتاج إلى 3 مضادات حيوية يقدر كل منها ب 150 ريالا إلى300 ريال، وبذلك نستطيع التغيير من تلك التركيبة بحيث لا تكون مقاومة لكل المضادات ونتمكن من معالجتها بمضاد واحد مثل البنسلين". ولفت القرشي إلى وجود كثير من الأفكار والأطروحات والتي يمكن تطبيقها بحثيا في بعض المراكز البحثية لتقنيات النانو في المجالات الحيوية الموجودة داخل المملكة كمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية التي تتوافر لديها إمكانات جيدة لإقامة مثل هذه الأبحاث، إضافة إلى مراكز الأبحاث الموجودة بكلية الطب في جامعة الملك سعود بالرياض.