هاجم إمام جمعة طهران المؤقت، أحمد خاتمي، المقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي، يوم الجمعة، في خطبته، المملكة العربية السعودية، واتهمها بقتل المسلمين والعمل على تشويه الإسلام، وذلك بحسب الوكالات الإيرانية الرسمية. وقال أحمد خاتمي: "إن أميركا والسعودية تواصلان إرسال المعدات والمقاتلين إلى سوريا، وهذا يهدف إلى قتل المسلمين وتشويه صورة الإسلام".
وأشار خاتمي إلى تخوف أعداء السلام من الإسلام الذي وصفه بالإسلام "الأصيل المحمدي" قائلاً: "إن موجة التخويف من الإسلام تزداد في العالم، فالعدو يخشى من الإسلام الأصيل المنطلق من إيران الإسلامية.
يذكر أن ما يقصده أحمد خاتمي ب"الإسلام الأصيل"، أو ما يسمونه في الفارسية "ناب محمدي" هو التشيع من نوع ولاية الفقيه، وليس التشيع العروبي بمفهومه الإسلامي المعروف عقائدياً.
وتأتي مهاجمة المملكة السعودية من قبل أحمد خاتمي على المنبر الرسمي للحكومة الإيرانية في حين يعلن روحاني وفريقه في الحكومة الجديدة عن رغبتهم في تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية، الأمر الذي يراه الكثير من المحللين في الشأن الإيراني نوعاً من الازدواجية في الخطاب للحكومة الإيرانية.
وتعليقاً على ما تطرق إليه أحمد خاتمي حول السعودية، قال الناشط السياسي المختص في الشأن الإيراني وجدان عبدالرحمن: "أعتقد أن الإخوة في المملكة العربية السعودية يعرفون إيران جيداً، خاصة أنهم تعودوا طوال السنوات الماضية على سماع مثل هذه الخطابات العدائية وازدواجية المعايير في السلوك الإيراني مع الدول العربية".
وأضاف وجدان: "في الحقيقة لم يشهد تاريخ المنطقة فتناً وكراهية مثل ما يشهده اليوم، وكل هذه الكراهية بثتها إيران في المنطقة بسبب تبنيها الخطاب الطائفي المريض الذي جاء به الخميني عام 1979.
وتحدث الناشط السياسي: "الحرب الثماني مع العراق والدمار الشامل المستمر في العراق، والانقسام الطائفي والسياسي في لبنان واليمن، والدماء التي تسيل اليوم في سوريا، كلها نتيجة لهذه التوجهات الطائفية المريضة، أما بالنسبة للمملكة السعودية فقد كانت ومازالت معتدلة ومنسجمة مع توجهات العالم الإسلامي، ولم تبث الكراهية إطلاقاً منذ تأسيس دولتها المعاصرة، بل على العكس هي تنتهج نهجاً إسلامياً بالتعاطي مع كل الأحداث في المنطقة، والدليل على ذلك عندما اشتعلت الحرب الإيرانية - العراقية قامت المملكة بالوساطة، وحاولت أن تصلح بين إيرانوالعراق، ولم توقف علاقاتها بإيران".
ويقول وجدان: "في الواقع العداء الإيراني للسعودية باعتقادي هو ناتج عن حسد وكراهية، لأن السعودية تتمتع بمكانة عالية بين المسلمين بسبب مواقفها المشرفة، وإيران لا تتحمل هذا الواقع وهذه الحقيقة، لذا تهاجم السعودية وتعمل على الشحن الطائفي في المنطقة، لأنها لا تمتلك أي أدوات حضارية أخرى لبسط نفوذها وسيطرتها، وبالتالي تأتي من باب الطائفية المريضة التي تجد لها جيوباً في المنطقة تتعاطى معها، ولكن بفضل الثورة السورية انكشفت كل هذه الازدواجية، وانقلب السحر على الساحر، حيث تفيد الاستطلاعات بأن الحكومة الإيرانية هي الأكثر كرهاً بين العرب والمسلمين، وهذا لم تسببه السعودية، بل سببه الموقف الطائفي من القضايا في العراقوسورياولبنان، ولكن الإيرانيين بعد خروج العراق من المعادلة يرون المملكة هي عدوتهم التقليدية، لهذا يهاجمونها بين الحين والآخر".