اقترب المنتخب الإيطالي من فك العقدة البرازيلية وحول تأخره بهدفين في الشوط الأول إلى التعادل 2-2 في مباراة كرة القدم الودية التي جمعت الفريقين مساء الخميس في استاد جنيف بسويسرا ، لكن سجل إيطاليا ظل خاليا من الانتصارات على راقصي السامبا طوال 30 عاما. افتتح فريد التسجيل للمنتخب البرازيلي في الدقيقة 33 ثم أضاف زميله أوسكار الهدف الثاني في شباك حارس المرمى الإيطالي العملاق جيانلويجي بوفون في الدقيقة 42 .
وتألق الحارس خوليو سيزار في الدفاع عن شباك راقصي السامبا طوال الشوط الأول لكنه لم يواصل الصمود واهتزت شباكه بهدفين مبكرين في الشوط الثاني سجلهما دانييلي دي روسي وماريو بالوتيللي في الدقيقتين 54 و57 .
تأتي المباراة ضمن استعدادات المنتخب الإيطالي لاستئناف مشواره في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 ، وكذلك استعدادات المنتخب البرازيلي لكأس القارات 2013 التي يستضيفها على أرضه بين 15 و30 يونيو المقبل.
تعد المباراة أيضا بمثابة "بروفة" للمواجهة التي تجمع المنتخبين في دور المجموعات ببطولة كأس القارات ، التي تعتبر بمثابة الاختبار الأهم لقدرة البرازيل على تنظيم كأس العالم 2014 .
ورغم أن المباراة ودية ، اتسمت المواجهة بالطابع التنافسي بشكل كبير نظرا لأهميتها بالنسبة لاستعدادات الفريقين وكذلك لحقيقة أنها تجمع بين المنتخبين الأكثر تتويجا في تاريخ كأس العالم ، حيث يحمل المنتخب البرازيلي الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالمونديال برصيد خمسة ألقاب ويليه المنتخب الإيطالي برصيد أربعة ألقاب.
وأخفق المنتخب الإيطالي بذلك في تحقيق أي انتصار خلال آخر سبع مباريات ودية له رغم نتائجه الإيجابية في مبارياته الرسمية بتصفيات المونديال ، وقد كان آخر انتصار له على البرازيل في مونديال 1982 في طريقه للتتويج باللقب.
خاض المنتخب البرازيلي المباراة بطريقة 4-2-3-1 ودفع المدير الفني لويس فيليبي سكولاري باللاعب فريد كرأس حربة أمام النجم نيمار وهالك وأوسكار ، ومن خلفهم لعب هيرنانيس وفيرناندو بينما اسندت مهمة الدفاع إلى الرباعي داني ألفيش وديفيد لويز ودانتي وفيليب لويز.
أما المنتخب الإيطالي فقد خاض المباراة بطريقة 4-3-1-2 ودفع المدير الفني تشيزاري برانديللي باللاعب بابلو أوسفالدو إلى جانب ماريو بالوتيللي في الهجوم وغاب النجم ستيفان الشعراوي عن التشكيل الأساسي لكنه شارك من مقعد البدلاء في بداية الشوط الثاني.
وضم التشكيل الأساسي لإيطاليا النجم أندريا بيرلو لكنه لم يقدم الكثير في الشوط الأول وجرى تبديله بينما تلقى خط هجوم الأزوري الدعم من مونتوليفو وجياتشيريني وكذلك دانييلي دي روسي.
شهدت بداية المباراة الوقوف دقيقة حدادا لوفاة العداء الإيطالي الشهير بييترو مينيا حامل الزمن القياسى العالمى لسباق 200 متر على مدار 17 عاما ، حيث فارق الحياة الخميس في الحادية والستين من العمر بعد صراع طويل مع المرض.
تفوق المنتخب الإيطالي في الجانب الهجومي في بداية المباراة حيث صنع فرصتين تهديفيتين خلال أول ست دقائق كانتا من نصيب إيمانويلي جياتشيريني الذي راوغ الدفاع وسدد كرة قوية في الدقيقة الثانية تصدى لها الحارس البرازيلي خوليو سيزار ، وبالوتيللي الذي انطلق وصوب الكرة لكن الحارس حولها إلى ركنية لم تستغل.
لم ينشغل الأزوري بالجانب الهجومي عن تأمين الناحية الدفاعية وواجه راقصو السامبا صعوبة كبيرة في التوغل بمنطقة الجزاء ليبدأ لاعبو البرازيل بشكل سريع في الاعتماد على الكرات العالية أملا في خطف هدف مبكر.
حاول المنتخب البرازيلي إعادة تنظيم صفوفه ونجح في السيطرة على مجريات اللعب لفترة لكنه أخفق كثيرا في اختراق الدفاع الإيطالي الذي فرض رقابة مستمرة على نجم الهجوم نيمار.
واصل راقصو السامبا محاولاتهم حتى نجحوا في هز شباك الحارس الإيطالي جيانلويجي بوفون ، حيث مرر فيليبي لويز كرة عالية ارتطمت برأس لاعب إيطالي داخل منطقة الجزاء لتتهيأ إلى فريد الذي أسكنها الشباك ببراعة معلنا تقدم البرازيل 1-صفر.
بعدها كثف المنتخب الإيطالي محاولاته الهجومية بشكل كبير بحثا عن التعادل السريع لكن التسرع أضاع عليه أكثر من فرصة ، وكان النجم بالوتللي الأقرب للتسجيل حيث سدد كرة صاروخية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 38 لكن سيزار واصل تألقه وتصدى لها.
استغل المنتخب البرازيلي الاندفاع الهجومي للأزوري ، ليضيف الهدف الثاني قبل ثلاث دقائق من نهاية الشوط الأول حيث مرر نيمار بينية رائعة داخل منطقة الجزاء إلى أوسكار الذي تحدى الرقابة الدفاعية وسدد الكرة في شباك بوفون.
كاد الفريق الإيطالي أن يرد قبل نهاية الشوط الأول عندما انطلق ماجيو من الناحية اليمنة ومرر إلى أوسفالدو ، لكن سيزار واصل الدفاع عن الشباك البرازيلية ببسالة.
وفي بداية الشوط الثاني ، أجرى تشيزاري برانديللي المدير الفني للمنتخب الإيطالي تبديلا كان متوقعا حيث دفع بستيفان الشعراوي نجم هجوم ميلان بدلا من أوسفالدو ، كما أشرك أليسيو سيرشي بدلا من أندريا بيرلو.
وسريعا ما ظهر التأثير الإيجابي للشعراوي في تنشيط الجانب الهجومي للأزوري ، ورد أبناء برانديللي في الدقيقة 54 بهدف سجله دي روسي بلمسة مهارية بقدمه إثر ضربة ركنية ووسط ارتباك في منطقة الجزاء.
وبعد أقل من ثلاث دقائق ، أدرك المنتخب الإيطالي التعادل عن طريق بالوتيللي الذي سدد كرة ساحرة من خارج منطقة الجزاء وجدت طريقها إلى داخل الشباك ، لتعود المواجهة إلى نقطة الصفر.
بعدها أجرى المدربان عددا من التغييرات وشارك النجم البرازيلي كاكا لكنه لم يقدم الجديد.
وعاند الحظ المنتخب الإيطالي في الدقيقة 76 حيث كان بالوتيللي قاب قوسين أو أدنى من التسجيل ، عندما سدد كرة قوية من حدود منطقة الجزاء كانت في طريقها إلى الشباك لكن دانتي تدخل في اللحظة المناسبة لترتطم الكرة بساقه وتخرج إلى ركنية لم تستغل.
كذلك ضاعت فرصة ثمينة على الشعراوي في الدقيقة 84 حيث راوغ الدفاع ببراعة وسدد كرة صاروخية لكنها مرت بجوار القائم مباشرة ، ولم تسفر الدقائق المتبقية عن جديد لتنته المباراة بالتعادل 2-2 .