تمكّنت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, من القبض على ساحر من جنسية إفريقية تمكّن من السيطرة على عائلة سعودية مكونة من زوجين وطفلتهما, وتسخيرهم للعمل تحت إمرته كخدم، لأكثر من عامين، عاش خلالهما في بيتهم، وشاركهم كل شيء في حياتهم. وأوضح الزوج الذي ألقت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القبض عليه في مدينة الرياض برفقة الساحر, أنه وعائلته يسيرون وفق توجيهات الساحر وأوامره، وبحسب الهيئة فإنه طُلب من الرجل تسليم جميع أغراض الساحر التي في المنزل, فاحتوت على صندوق كبير جداً في داخله صور لكتب تعلم السحر. ويقول الزوج: "حتى إن زوجتي وابنتي سبق أن سافرتا معه إلى بلاده دون مرافقتي لهم، وإننا لا يمكن أن نتناول أي وجبة دون أن يأكل الساحر معنا". وقالت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بيان صدر الأحد 26/7/2009: إن أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة الرياض تمكنوا من إنقاذ عائلة سعودية مكونة من زوجين وابنتهما, من كيد ساحر إفريقي لجأ إليه الزوج في حالة ضعف فاستخدم أعماله السحرية عليهم جميعاً ليكونوا خدماً له, وليتوارى بهم عن أعين الجهات الأمنية داخل منزلهم. وأوضحت الهيئة في بيانها: أن مواطنا تقدم إلى مركز هيئة الفاروق والفيصلية ذكر أن أحد الأفارقة عرض عليه أن يعدّ له عملاً سحرياً يحل فيه مشكلاته مقابل أن يحضر له ديكاً ومبلغ ثمانية آلاف ريال، وقالت الهيئة في بيانها: "وبوضع كمين محكم حضر الساحر ومعه سائق سعودي, فأعطى للمواطن الأعمال التي أعدّها له والمكونة من قارورة فيها ماء أصفر طلب منه أن يُعطيها للذي يراد سحره في عصير يسقى له, وكيس ملفوف فيه مجموعة من الخضار مفرغة في داخلها رأس طير مذبوح حديثاً". ونوه البيان بأنه بعد تسليم الساحر الأغراض للمواطن, تم إلقاء القبض عليه وعلى السائق السعودي الذي كان مفاجأة القضية، حيث أفاد بأن الساحر يسكن في منزله منذ سنتين, وأنهم يعملون عنده مثل الخدم. وذكرت الهيئة أنه بتفتيش منزل السعودي عثر على أوراق كثيرة فيها أسماء أشخاص وأسماء أمهاتهم مجهزة لسحرهم, وكيس في داخله قرن معدّ لعمل سحري, ودفتر سند قبض لجمع التبرعات لإحدى الجمعيات في بلاده, ومجموعة من العلب التي فيها أعشاب كتب على بعضها وصفات لتسهيل الأمور والقبول عند الناس, ووصفات أخرى للانتقام من الأعداء القريبين والانتقام من العداوات القديمة. وأضاف البيان: كما وجدت رسائل عديدة من زوجة السعودي كشفت عن محبة كبيرة تكنها للساحر, تضمنت مخالفات عقدية, منها: (كلامك معي يجدد الأمل داخلي, بل يخلقه من جديد, أنا خلقت منك ولك وبك أحيا ومن غيرك أموت), وكذلك: (ما لي في الدنيا إلا أنت, وما أبغى غيرك). وقال البيان: "مما لا يدع مجالاً للشك, أن الرجل وزوجته يعملان تحت تأثير سحره, وقد أقر بذلك وبصحة الواقعة جملة وتفصيلا". ومن جانبه, ثمّن فضيلة المدير العام لفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبد الله بن محمد الشثري؛ جهود أعضاء مركز هيئة الفاروق والفيصلية الذين قاموا بمتابعة القضية وتمكنوا من القبض عليه وتنقية المجتمع من أمثاله, إنقاذا للعائلة المنكوبة, ونصرة لهم ولغيرهم ممن وقع في حبائله، مبيناً كذلك اهتمام ومتابعة المسؤولين في جهاز الهيئة لكل ما من شأنه حماية المجتمع من شرور السحرة والمفسدين الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة. وحذر الدكتور الشثري عموم أفراد المجتمع, من إتيان هؤلاء السحرة وتصديقهم والتعامل معهم, لأن الإسلام حذرنا منهم أشد تحذيرا, فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله, والسحر, وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق, وأكل الربا, وأكل مال اليتم, والتولي يوم الزحف, وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات".