بدأت ايران تدريبات عسكرية واسعة النطاق تغطي نصف البلاد ، الاثنين 12 نوفمبر 2012 ، محذرة من انها ستردع المعتدي بعد أقل من أسبوع من اتهام واشنطن طائرات حربية إيرانية باطلاق النار على طائرة أمريكية دون طيار. وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية ان المناورات تجري هذا الاسبوع على مساحة 850 ألف كيلومتر مربع في مناطق بشمال شرق وشرق وجنوب شرق إيران.
أضافت أن نحو ثمانية الاف جندي من قوات الحرس الثوري الإيراني والجيش النظامي سيشاركون في المناورات مدعومين بطائرات قاذفة ومقاتلة في حين تجرى اختبارات على انظمة الصواريخ والمدفعية والاستطلاع.
وذكر تلفزيون برس تي.في الإيراني الذي يبث ارساله بالانجليزية ان المناورات التي تحمل اسم "ولاية-4" ستشمل اكبر تدريبات جوية تجريها إيران على الاطلاق.
ويشكك خبراء غربيون في بعض التصريحات العسكرية الإيرانية قائلين ان طهران غالبا ما تبالغ في تصوير حجم قدراتها.
وقال شهروخ شهرام المتحدث باسم المناورات لتلفزيون برس تي.في يوم الاثنين "هذه التدريبات تحمل رسالة سلام وأمن لدول المنطقة. وفي نفس الوقت تبعث بتحذير قوي لأولئك الذين يهددون إيران."
وفي الاسبوع الماضي قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن طائرات حربية إيرانية فتحت النار على طائرة أمريكية دون طيار فوق المياه الدولية في أول نوفمبر تشرين الثاني.
وقالت إيران أنها تصدت "لطائرة معادية دون طيار" انتهكت مجالها الجوي.
وقال بيتر ويزمان الباحث البارز بمعهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام إن حظر الأسلحة الدولي المفروض على إيران يعني ان طهران تستخدم عتادا عسكريا عتيقا بما في ذلك الطائرات.
وأضاف "حظر الاممالمتحدة تقديم امدادات لمعظم انواع الاسلحة الكبيرة لإيران يعرقل عملية تحديث الجيش الإيراني..إيران تتراجع اكثر واكثر من الناحية العسكرية."
لكن بول بيفر المحلل الدفاعي المقيم في لندن قال إنه يجب عدم الاستهانة بالجيش الإيراني واصفا اياه بانه "منظمة مثيرة للاعجاب تماما".
وقال "انهم منهمكون في التعديل والتكيف وعمل اشياء لتقنياتهم. حققوا اقصى استفادة من الامكانيات المتاحة لهم."
وفرضت واشنطن والاتحاد الاوروبي وجهات أخرى عقوبات على تجارة النفط الإيرانية للضغط عليها لوقف انشطتها النووية التي يخشى الغرب ان يكون الهدف منها تطوير قدرات لصناعة قنبلة نووية.
ولم تستبعد الولاياتالمتحدة أو إسرائيل القيام بعمل عسكري ضد إيران اذا فشلت الدبلوماسية في حل النزاع.
ورغم ان التدريبات الجوية الإيرانية تأتي بعد أيام من اعلان البنتاجون عن حادث الطائرة فإن المناورات تم الترتيب لها فيما يبدو سلفا.
وفي سبتمير ايلول قال فرزاد اسماعيلي قائد قوة الدفاع الجوي بالجيش الإيراني إن إيران تعتزم اجراء تدريبات واسعة النطاق للدفاع الجوي في الاشهر القادمة.
وأضاف اسماعيلي لوكالة انباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن عدة أنواع من أجهزة الرادار وأنظمة أخرى ثابتة وتكتيكية وأنظمة مراقبة محمولة جوا ستشارك في المناورات.
وقال اسماعيلي ان هذه المناورات ستختبر أيضا الطائرات القاذفة وطائرات اعادة التزود بالوقود والطائرات دون طيار.
وقالت وسائل الاعلام الإيرانية يوم الاثنين ان مقاتلات من طراز إف-4 وإف-5 وإف-7 وإف-14 ستشارك في المناورات.
وقال شهرام لوكالة انباء الجمهورية الإسلامية إن المناورات ستركز على تحسين التنسيق بين الجيش الإيراني وقوات الحرس الثوري الإيراني.
وقال أمير علي حاج زادة قائد الحرس الثوري يوم الأحد إن إيران تعتقد ان الطائرة الأمريكية بدون طيار كانت تجمع معلومات مخابرات بشأن ناقلات نفط قبالة سواحلها.
وقال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري ان قواته تصرفت بطريقة جيدة عندما تصدت للطائرة.
ونقل تلفزيون برس تي.في عن جعفري قوله "اذا وقعت مثل هذه الاختراقات في المستقبل فاننا سنحمي مجالنا الجوي."
وهدد مسؤولون إيرانيون بضرب قواعد عسكرية أمريكية في المنطقة واستهداف إسرائيل اذا تعرضت البلاد لهجوم.
ونفذت إيران عددا من المناورات العسكرية هذا العام من بينها تدريبات صاروخية في يوليو .