يتساءل البعض إذا ما كانت وكالة المخابرات الأمريكية (سي آي أيه) تُمول موقع (فيسبوك) الشهير، بهدف التجسس على الأشخاص واستقطاب العملاء والجواسيس. في هذا السياق، يؤكد الدكتور ثيودور كراسيك المتخصص في الأمن المعلوماتي الدولي بمعهد راند لأبحاث الأمن الوطني في سانتا مونيكا، أن الفيسبوك منجم ذهب لأجهزة المخابرات مثل (سي آي أيه) وغيرها.
وفي مقال نشرته صحيفة الجارديان، يضع توم هودجكينسون إصبعه على علاقة مالية محتملة بين (سي آي أيه) والفيسبوك، حيث كتب يقول "أكبر تمويل للفيسبوك كان من شركة تدعى غرايلوك التي ساهمت بمبلغ 27 مليون دولار، وينتهي خيط التمويل مرورا بعدة شركات وسيطة إلى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية". نشر هذا المقال قبل أكثر من سنة، إلا أنه مر مرور الكرام، ما جعل البعض يشك في وجود أياد خفية سعت إلى طمس الملف.
لكن العلاقة بين الفيسبوك و(لسي اي أيه) عادت لتطفو على السطح مجدداً بفضل معلوماتٍ جديدة توصل إليها فريق قناة "إم بي سي" التي بثت التقرير في نشرة التاسعة من مساء الأربعاء 1/7/2009، عقب عملية تحقيق مرت بكبريات العواصمالغربية. وأوضح التقرير الذي نشرته القناة أن هناك هدفين أساسيين من هذا الاقتحام المخابراتي القوي لعالم لإنترنت. أولا تكوين قاعدة بيانات غنية ومتنوعة عن أشخاص من مختلف دول العالم، ومن ثم العودة إلى هذه القاعدة الغنية عند الحاجة لتجنيد عملاء ذوي بيانات شخصية دقيقة ونادرة. المعروف أن مؤسس فيسبوك مارك زيغزبورك، مراهق تحول بقدرة قادر الى ثري لديه 15 مليار دولار، ومليونا مشترك اسبوعيا في الموقع العملاق الذي اصبح عدد سكانه 200 مليون شخص. وتتبعت إم بي سي خيوطا تشي بعلاقة محتملة بين الفيسبوك والمخابرات الامريكية ، بدأت ب (جيمس براير)، الرجل اللغز الذي يمتلك في الفيسبوك 7 %، وهو مدير المبيعات، ترأس سابقا الرابطة الوطنية المتخصصة في رعاية المواهب، والتي يرأسها حاليا " فيلمن لوي" . السيد براير عضو في مجلس ادارة كيوتل، المظلة التكنولوجية للسي آي أيه، كما أنه شغل مناصب في شركة (بي بي ان) المهتمة بأبحاث التكنولوجيا والتي اخترعت الانترنت. والمعروف في الاوساط الأمنية، أن براير مقرب من الدكتورة أنيتا جونز وهي مديرة سابقة أيضا في كيوتل ورئيسة قسم الابحاث والهندسية في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، والمرتبط بمركز داربا للأبحاث، لتنتهي المحصلة في قبضة السي آي أيه. وأنيتا كي جونز مديرة الابحاث الدفاعية والهندسة في وزارة الدفاع الامريكية، هي التي وصفها السيناتور تشوك روب بقوله انها "قربت بين التكنولوجيا والعاملين في المجال العسكري الميداني من اجل وضع خطط تفصيلية تتيح للولايات المتحدة المحافظة على هيمنتها على ارض المعركة خلال القرن المقبل".
كما قال وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامفسيلد "نحن بحاجة ان نقفز الى عصر المعلومات الذي يعد الركيزة الأساسية لمساعي التحول التي نقوم بها".