إذا لم يعتنِ الآباء بتنظيف أسنان أطفالهم اللبنيّة منذ بداية ظهورها، فقد يؤدي ذلك إلى الإضرار بالأسنان الدائمة أيضاً. وينصح البروفيسور ديتمار أوسترايش من الغرفة الاتحادية لأطباء الأسنان بالعاصمة الألمانية برلين الآباء، قائلاً «ينبغي على الآباء استخدام الفرشاة لتنظيف أسنان طفلهم مع ظهور أول سن لبنيّة لديه». ويؤكد طبيب الأسنان الألماني على ضرورة التزام الآباء بتنظيف أسنان طفلهم اللبنيّة، التي عادة ما تظهر في شهره السادس، مرة واحدة يوميًا باستخدام فرشاة أسنان مُخصصة للأطفال مع كمية قليلة للغاية من معجون أسنان الأطفال المحتوي على الفلورايد، إلى أن يتم الطفل عامه الثاني. وبدءاً من هذا الوقت ينبغي على الآباء تنظيف أسنان طفلهم مرتين يوميا باستخدام معجون الأسنان المخصص للأطفال. وعن أهمية مادة الفلورايد بالنسبة للأسنان، يقول أوسترايش «يتمتع الفلورايد بتأثير فعّال في وقاية الأسنان، لاسيما طبقتها السطحية، من الإصابة بالتسوس»، مؤكداً أن نوعيات معجون الأسنان المخصصة للبالغين لا تناسب الأطفال حتى يبلغوا ستة أعوام؛ نظرًا لاحتوائها على نسبة كبيرة من الفلورايد. وأشار طبيب الأسنان الألماني إلى أن العادات الغذائية الخاطئة، مثل تناول الأطفال الكثير من الحلوى والمشروبات الحمضية، وكذلك إهمال العناية بنظافة أسنان الطفل عادةً ما تُسهم بشكل كبير في إصابة الأطفال حتى عمر ثلاثة أعوام بما يُسمى تسوس الأسنان الناتج عن الأطعمة. ويظهر ذلك في تسوس الأسنان الأمامية بالفك العلوي لدى الطفل بفعل البكتيريا. ويُحذر أوسترايش من إمكانية أن يؤدي هذا التسوس إلى الشعور بالألم أو تورم اللثة أو الإصابة بخراج، بل وقد يصل الأمر أحيانا إلى سقوط الأسنان تماما. وأوضح طبيب الأسنان الألماني مدى خطورة إصابة الأسنان اللبنيّة لدى الطفل بالتسوس، بأنه قد يؤدي أيضًا إلى ارتفاع خطر إصابة الأسنان الدائمة بالتسوس في ما بعد، موضحا كيفية حدوث ذلك بقوله «عادة ما يزداد تحسس مينا الأسنان الدائمة تجاه البكتيريا خلال مرحلة سقوط الأسنان اللبنيّة؛ لأنها لاتزال في مرحلة النمو». لذا يسهل على البكتيريا المسببة للإصابة بالتسوس، التي تزداد بشكل كبير للغاية داخل فم الطفل خلال عامه الأول، في إصابة الأسنان الدائمة أيضًا. وجديرٌ بالذكر أن الأسنان اللبنيّة هذه تعمل على حفظ موضع الأسنان الدائمة بالفم حتى تبدأ في الظهور، فضلاً عن أهميتها البالغة في عملية التطور اللغوي لدى الطفل على نحو جيد.