تعالت الصيحات "العروبية" وانطلقت من حناجر الكثيرين تلك العبارة "سلمت يداك ورحم الله رحِماً حواك ياعُمر" ودقت طبول "انتفاضة" جديدة ولكنها إلكترونية، بعد بروز إسم "عُمر" الذي قالت اسرائيل: أنه اخترق انظمتها البنكية والمعلوماتية، وهذا ماجعل المواقع والصحف تحتفل بهذا النصر الإلكتروني وتدعوا بإستمرارة. نتذكّر في العام 2002 كان هُناك هجمات على الأنظمة الإلكترونية والمعلوماتية الاسرائيلية .. بعد قتل محمد الدرّة .. بل وصل الأمر إلى عمل برنامج اختراق من قبل الهاكر العرب والمسلمين بإسم "الدرّة" لايتعدّى حجمه 15 كيلوبايت يتم تحميلة يقوم هذا البرنامج بعمل ضربات بريدية هائلة تصل إلى 1000 رسالة في الثانية الواحدة، مما يجعل صناديق البريد التي تستقبل .. تتعطّل، أياً كانت حصانتها .. وقد حدث تعطيل لحسابات بريدية كثيرة، وكان من ضمنها بريد الهالك أرئيل شارون وحكومته. هذا في السابق .. وكان الأمر مُنظماً، شارك فيه الكثيرون من أبناء الوطن العربي والإسلامي. أما مانسمع ونقرأ عنه الآن .. فإن كان حقيقة .. فهو مدعاة لتوحيد الصفوف وإستدعاء عربي وإسلامي دولي لمواجهة إلكترونية مع دولة تملك قوّة هائلة، وتُدعَم من أقوى شركات التقنية في العالم .. ولكن بحسب حديث سابق للهاكر العالمي "كيفن متنيك" يقول: ليس الخوف في هذه الحالة من هاكر مُحترف .. ولكن الخوف وكُل الخوف من هاكر هاوي .. وهذا يعني -بحسب قوله- أننا نتعامل مع مُعادلات غير محسوبة، ورموز غير مُعترف بها في عالم الهاكر. هل يُمكن أن نقرأ سيناريو آخر لهذه اللعبة .. وهو تحويلها إلى "الحقيبة السياسية- فن الممكن" لو افترضنا أن من قام بذلك قُوى سياسية في اسرائيل .. لفرض مرسوم في الكنيست الاسرائيلي لتمرير مشروع -كما حدث في أمريكا للحرب على الإرهاب في تفجير أوكلاهوما- أو كان هذا مشروعاً استخبارتياً خالصاً، الهدف منه تمرير صفقات حماية لمنشآت استراتيجية ..!! السؤال الأبرز .. لماذا تم الإعلان عن اختراق بطاقات ائتمانية لمواطنين ..!؟ هل لأنهم الحلقة الأضعف ..!؟ ولماذا لم يكن بين هذه البطاقات أسماء بارزة لرجال أعمال أو سياسيين أو من المؤسسة العسكرية ..!؟ المواطن الاسرائيلي .. الحلقة الأضعف .. ولا أريد أن أجزم أن مُعظم هذه البطاقات لمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة حتى في اسرائيل ..!! تقديم .. كبش فداء .. واردٌ جداً في هذه الحالة، لأن الهدف الأسمى هو تمرير مشروع -ما- وكُل ذلك جائز في قناعات السياسيين والعسكريين .. وبإعتقادي أنهم استخدموا مصائد بشرية لمواطنين، لزرع هذا الرعب والهلع في اسرائيل ..!! هو سيناريو .. نقول ربما .. يكون منطقياً .. وربما يكون عُمر .. بالفعل موجود ويُستخدم فيما بعد لتجنيد أكبر عدد من الهاكر لضرب الحصانة الالكترونية في اسرائيل كما حدث سابقاً. [email protected]