ينطلق الموسم الإسباني الجديد على غرار نهاية الموسم الماضي بصراع بين قطبي اللعبة برشلونة وريال مدريد، عندما يلتقيان في ذهاب مسابقة الكأس السوبر لكرة القدم على ملعب “سانتياجو برنابيو” في مدريد اليوم. وكان الفريقان التقيا أربع مرات في نهاية الموسم الماضي، فتوج برشلونة بطلاً للدوري بعد صراعه مع الفريق الملكي، واخرجه من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا قبل أن يحرز اللقب لاحقاً على حساب مانشستر يونايتد الانجليزي، في حين نجح ريال بإزاحة العملاق الكاتالوني فقط عن لقب كأس اسبانيا التي توج فيه أبناء المدرب جوزيه مورينيو على حساب التشكيلة الموهوبة لمدرب برشلونة الشاب جوسيب جوارديولا التي نجحت أيضا بتحقيق فوز اسطوري على ريال 5-صفر في ذهاب الدوري. وتأتي مسابقة الكأس السوبر التي تجمع بطلي الدوري والكأس بمثابة التحضير للموسم، وهي لا ترسم صورة بالغة الدقة عن معالم الموسم الجديد كون اللاعبين لا يزالون في بداية استعداداتهم البدنية، بيد أن العلاقة النارية بين برشلونة وريال مدريد تفرض إثارة كبرى في جميع مواجهات الفريقين. وكان الأرجنتيني ليونيل ميسي قاد فريقه برشلونة إلى إحراز لقب النسخة الأخيرة على حساب اشبيلية 4-صفر إياباً بعد خساره 1-3 ذهاباً، عندما سجل ثلاثية. وسيأمل ميسي الانفراد بالرقم القياسي بعدد الأهداف لبرشلونة في الكأس السوبر، إذ يتساوى حاليا مع خوسيه ماريا باكيرو برصيد 5 أهداف لكل منهما. وسجل ميسي هدفين في مرمى اتلتيك بلباو عام 2009 وثلاثية في مرمى اشبيلية العام الماضي. وعلى رغم أن ملعب برنابيو يعتبر من اصعب المحطات لبرشلونة، إلا أن مدرب الأخير جوارديولا لم يخسر بعد هناك، إذ انتصر 3 مرات وتعادل مرة واحدة، ففاز 6-2 في موسم 2008-2009، ثم 2-صفر في موسم 2009-2010، و1-1 في الموسم الماضي، عندما كان الفارق 8 نقاط لمصلحة برشلونة في الدوري، بالإضافة إلى الفوز 2-صفر في نصف نهائي مسابقة دوري الأبطال. ويتخوف جوارديولا من اصابات بعض نجومه على غرار محرك الوسط شافي والمدافعين بيكيه وبوسكيتس. وتعرض بيكيه لاصابة في فخذه الأيمن قد تحرمه من المشاركة، بحسب ما ذكر النادي الكاتالوني. وظهر بيكيه وهو يمسك فخذه متألما في نهاية الشوط الأول من مباراة اسبانيا وايطاليا (1-2) الودية الأربعاء الماضي في مدينة باري، لكنه شارك في تمارين أمس الأول. كما تعرض سيرجيو بوسكيتس الذي حل بدلًا من بيكيه في المباراة لاصابة في ضلوعه اليمنى ويحوم الشك ايضا حول مشاركته، إذ تمرن بمفرده أمس الأول. وعزز برشلونة صفوفه بضم المهاجم التشيلي اليكسيس سانشيس من اودينيزي الايطالي، وهو لا يزال ينتظر قدوم سيسك فابريغاس قائد ارسنال الانجليزي، بيد أن نجمه الأول خلال المباريات التحضيرية كان لاعب الوسط الصاعد ثياجو الكانتارا صاحب التسديدات القاتلة. ودعم ريال مدريد صفوفه بالظهير البرتغالي فابيو كوينتراو من بنفيكا ولاعب الوسط التركي نوري شاهين من بوروسيا دورتموند بطل المانيا الذي يعاني من اصابة، وهو يعتمد على الجناح البرتغالي الطائر كريستيانو رونالدو والمهاجم الفرنسي كريم بنزيمه الذي يمر في فترة رائعة إذ سجل 8 أهداف في 7 مباريات. وتدرب الظهير الدولي سيرخيو راموس مع ريال وسيكون جاهزا لخوض المباراة بحسب ما ذكر النادي الأبيض. وستتركز الانظار على مدرب ريال المشاغب مورينيو الذي شن حملة كبيرة على برشلونة بعد ذهاب الدور نصف النهائي لدوري الابطال في الموسم الماضي. وغرم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مورينيو 50 ألف يورو وأوقفه 3 مباريات بسبب تصريحاته غير المناسبة عقب الخسارة أمام برشلونة صفر-2 في مدريد. وأدلى مورينيو بتصريحات نارية عقب المباراة مؤكداً أن الحكام ينحازون دائما لمصلحة برشلونة. وقال: “لماذا يحصل دائما الأمر ذاته في نصف النهائي (لمسابقة دوري أبطال أوروبا مع الفرق التي يشرف مورينيو على تدريبها)؟، نحن بصدد الحديث عن فريق رائع (برشلونة)، لا أعرف ما إذا كان الانحياز لأن الأمر يتعلق باليونيسيف (راعي أقمصة برشلونة)، أو لسلطة السيد فيار (رئيس الاتحاد الاسباني) داخل الاتحاد الأوروبي، لا أعرف”. ولم يتوقف مورينيو عند هذا الحد، بل أضاف “جوسيب جوارديولا مدرب رائع لكنه أحرز دوري أبطال أوروبا عام 2009 لو كنت مكانه لخجلت لفوزي بها بعد فضيحة ستامفورد بريدج (ضد تشيلسي)، وهذا العام إذا توج بها ستكون فضيحة برنابيو، أتمنى أن يفوز بها في يوم من الأيام بدون فضيحة”. وفي مجموع مباريات الكلاسيكو بين الفريقين، يتقدم برشلونة مع 102 فوز مقابل 97 لريال. وتقام مباراة الإياب في الكأس السوبر على ملعب “كامب نو” في برشلونة في 17 أغسطس الحالي.