تشكل النفايات البلاستيكية التي تنتشر أكثر فأكثر على أسطح المحيطات خطرا يهدد الحيتان والدلافين بالموت الأمر الذي يتطلب أبحاثا علمية أكثر تعمقا، على ما ذكرت دراسة قدمت إلى ورشة عمل الهيئة الدولية لشؤون صيد الحيتان التي تفتتح أعمالها الاثنين 11 يوليو 2011، في جيرسي. في العام 2008، عثر على 134 نوعا مختلفا من الشباك في معدتي حوتين ضخمين انتهى بهما المطاف على ساحل كاليفورنيا، وهما قد نفقا على الأرجح نتيجة انسداد في الأمعاء. وسنة 1999، نفق حوت ذو منقار في بيسكاروس (مقاطعة لاند، فرنسا) وفي معدته 33 كيلوغراما من البلاستيك... أكياس بلاستيكية وشباك صيد وسدادت زجاجات وقصبات لتناول المشروبات... كلها نفايات خطرة بالنسبة إلى الحوتيات تماما كما هي بالنسبة إلى السلاحف والطيور التي تجد صعوبة في هضمها، على ما ذكرت دراسة أحيلت إلى اللجنة العلمية للهيئة الدولية لشؤون صيد الحيتان بغية عرضها في الاجتماع السنوي في جزر جيرسي. ويقول مارك سيموندس المسؤول العلمي لدى منظمة الحفاظ على الدلافين والحيتان وهي منظمة بريطانية غير حكومية، إن "خطر النفايات البحرية البلاستيكية بالنسبة إلى العديد من الحيوانات البحرية مؤكد منذ زمن، ولكن خطرها على الحيتان والدلافين أقل وضوحا". ويضيف بعد جمعه كل البيانات حول هذا الخطر المميت "لكن من المؤكد أن هذه النفايات يمكن أن تؤذي هذه الحيوانات عند ابتلاعها أو الوقوع في شركها". ويؤكد كريس بارسونس وهو عالم أحياء في جامعة جورج مايسون في فيرفاكس (الولاياتالمتحدة) أنه "في الكثير من المناطق، لا يتم تسجيل جيف الحيتان النافقة أو فحصها. وفي المناطق التي تسجل فيها، نادرا ما يتم البحث عن المواد البلاستيكية الموجودة في الأمعاء". وكان برنامج الأممالمتحدة للبيئة قد أوضح في شباط/فبراير في تقريره للعام 2011 كيف تهدد ملايين النفايات البلاستيكية، المحيطات بالاختناق بسبب الاستعمال المتزايد للبلاستيك ونسب إعادة التدوير المنخفضة. وتتركز هذه النفايات بشكل خاص حول مسارات الملاحة ومناطق الصيد ومناطق تلاقي المحيطات التي تتشكل بفعل التيارات والرياح وتؤمن وفرة من الغذاء للحوتيات. ويشير التقرير إلى أن "التأثير الأكثر وضوحا هو تداخلها مع عملية الغذاء". ويبدو أن الحيتان ذات المنقار والحيتان الضخمة تتأثر أكثر من غيرها بهذه النفايات لأنها تلتقط فرائسها من خلال الشفط. كذلك، فإن وجود النفايات البلاستيكية، ولا سيما النفايات الصغرى (التي يقل حجمها عن 5 ملليمترات) في المسالك الهضمية لديه تأثير سلبي آخر، إذ يبدو أنه يسهل عملية نقل الملوثات المرتبطة بهذه المواد البلاستيكية في الجسم. ويقول مارك سيموندس متأسفا "ليست لدينا معلومات عن النفايات البحرية تكفي للمقارنة بين هذا الخطر والمخاطر الأخرى"، ولا سيما الصيد العرضي والتغير المناخي. ويضيف "لكن بما أن هذه النفايات لا تنفك تتزايد، سوف تلعب حتما دورا أكبر"، آملا أن تنظر الهيئة الدولية لشؤون صيد الحيتان إلى الموضوع "بجدية". وتدعو منظمة الحفاظ على الدلافين والحيتان الهيئة الدولية لشؤون صيد الحيتان إلى الانضمام إلى "التزام هونولولو" وهو نداء عالمي أطلق في آذار/مارس في هاواي لحث الحكومات والمنظمات والمؤسسات الصناعية والمواطنين على التحرك للحد من النفايات البحرية.