تجمع لاجؤون إيرانيون في وسط العاصمة اليونانية (أثينا)، بعد أن خيطوا أفواههم وبدؤوا إضرابا عن الطعام للحصول على اللجوء السياسي. وامتنع 45 شخصا تجمعوا في خيمة أمام جامعة أثينا منذ 12 يوما عن الطعام وخاط ثمانية منهم أفواههم، مؤكدين أنهم أرغموا على مغادرة إيران، بعد أن عانوا من شتى أنواع القمع بسبب آرائهم السياسية، وأكدوا أن الشرطة اليونانية عاملتهم كما عاملهم الحرس الثوري الإيراني. ونقل موقع (24 فرنسا) التابع لإذاعة مونت كارلو، الأربعاء 27 أكتوبر 2010، أن المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب مانفريد نوفاك وصف في 20 أكتوبر الجاري نظام اللجوء اليوناني ب"المختل"، واتهم الحكومة ب"خلق ظروف كارثية" للاجئين، وذلك في نهاية زيارة تفقدية دامت 10 أيام زار خلالها عشرات السجون والمستشفيات ومراكز الاعتقالات الإدارية. ولاحظ مانفريد نوفاك أن المعتقلين كانوا يسجنون مدة قد تصل إلى 6 أشهر في زنزنات مكتظة وقذرة ذات تهوية رديئة وغير مضاءة بالكفاية. ويحظى المعتقلون بعناية طبية محدودة كما أن اتصالهم بالمحامين والمترجمين محدود أيضا. كما أكد مانفريد نوفاك أنه حصل على العديد من "الأقوال المتماسكة" بشأن الضرب الذي تعرض إليه اللاجئون على يد الشرطة، وإن كانت تنقصها "شهادات الطب الشرعي" لإثباتها. ولم تعد السلطات اليونانية قادرة على استيعاب مئات اللاجئين الذين يدخلون البلاد كل يوم عبر تركيا. ومنذ مطلع العام 2010 تمت في اليونان 90 % من عمليات إيقاف المهاجرين غير الشرعيين في أوروبا. ويوجد اليوم 52 ألف طلب لجوء في طور الدراسة في البلاد، وفي مساء الأحد الماضي، وبعد أن نادى مانفريد نوفاك إلى "عمل أوروبي مشترك"، تعهدت سيسيليا مامستروم المفوضة المعنية بالشؤون الأوروبية الداخلية، بمساعدة اليونان في حل هذه الظاهرة التي تتزايد يوما بعد يوم. ويطلب مسعود فارامازي خوسرافي (51 عاما) اللجوء السياسي في اليونان منذ أربع سنوات ونصف. وهو أحد المضربين عن الطعام، ويقول: "لقد قررنا الإضراب عن الطعام وخياطة أفواهنا لأن وضعيتنا هنا في اليونان لا تطاق، ولأن جميع الإجراءات الني قمنا بها باءت بالفشل، والإجابة الوحيدة التي حصلنا عليها مدتنا بها الحكومة عبر وسائل الإعلام التي تقول إننا نكذب وأننا مهرجون، وكنا في بداية الإضراب 25 ثم انضم إلينا 20 آخرون من طالبي اللجوء بما فيهم عائلات بأطفالها"، ويتساءل: "لماذا أتينا إلى هنا إذا كنا نمزح؟!". وأشار إلى أن اليونان بمثابة سجن، "نحن محاصرون هنا ومجبرون على البقاء طيلة مدة دراسة حالتنا التي غالبا ما تستغرق سنوات. يوجد بيننا رجل يعيش في اليونان منذ 12 عاما ولم تدرس حالاته بعد! إذا تم القبض علينا في طريقنا إلى بلد أوروبي آخر يتم ترحيلنا فوريا إلى إيران حيث لا يمكننا العودة لأن حياتنا هناك معرضة للخطر، لذلك طلبنا من سفارات البلدان الأوروبية أن تطلب عنا اللجوء السياسي خارج اليونان". ويروي "عندما وصلت هنا منذ أربع سنوات تم إيقافي في الحدود مع تركيا واعتقالي في مركز بمدينة فيريس. بقيت هناك أكثر من 3 أشهر في زنزانة ضيقة يحشر فيها بين 20 و40 شخصا. كان هناك رجال ونساء وحتى أطفال أحيانا، وكانت العتمة تخيم على الزنزانة القذرة. كنا ننام على الأرض، ولم يكن الغطاء متوفرا للجميع. كانوا يمدوننا بوجبة طعام واحدة في اليوم، كنا نعاني من الجوع والعطش باستمرار. ورأيت مرارا بأم عيني مساجينا يشبعهم الحراس ضربا لمجرد أقوال أو أفعال لا تعجبهما. رغم ذلك، لسنا مجرمين". وأشارت (فرانس 24) أنها اتصلت بأحد مراكز الاعتقال التي زارها المقرر الخاص بالأممالمتحدة مانفريد نوفاك، مؤكدة أنه "سيتم تحديث هذا المقال فور حصولنا على الإجابة". مضربون عن الطعام في خيمتهم في أثينا. مضربون عن الطعام في خيمتهم في أثينا. يافطة : "اليونان تسحق المهاجرين الإيرانيين".
يافطة أخرى تشجع المواطنين اليونانيين على إرسال فاكس إلى وزارة الداخلية وإلى لجنة الأممالمتحدة المكلفة باللاجئين لتسريع النظر في حالاتهم.