استنكر مجموعة من المثقفين البحرينيين تصنيف عاصمتهم المنامة في المركز الثامن ضمن مدن الخطايا على مستوى العالم, حيث نقل موقع www.askmen.com الشهير قائمة المدن التي تعرف بالخطايا, مصنفا مدينة باتايا التايلاندية على رأس القائمة, ومن ثم تبعتها مدينة تيجوانا في المكسيك وامستردام في هولندا. وجاء هذا التصنيف بادعاء انتشار الملاهي الليلية والقمار والدعارة والمخدرات في هذه المدن. وطالب رئيس تحرير صحيفة الوقت البحرينيةإبراهيم بشمي عبر (عناوين), حكومته باستقراء ما نشر في الموقع والرد عليه والتدقيق في هوية الموقع, زاعما وجود جهات تروج لهذه الأقاويل, مؤكدا في الوقت ذاته أن هناك مدنا مغلقة في بعض دول الخليج يوجد فيها من الدعارة والمخدرات ما لا يوجد في مدن مثل لندن أو باريس, ويجد فيها الباحث عن المتعة كل ما يريد. وأشار البشمي إلى أن دور العبادة تنتشر في مملكة البحرين لمن أرادها, كذلك التجارة لمن يرغب فيها. وشدد البشمي على ضرورة وضع الأمور في نصابها الصحيح وعدم الحكم دون الاستناد إلى أمور ملموسة. من جانبه رفض عضو مجلس النواب البحريني إبراهيم بو صندل في حديثه إلى (عناوين) ما جاء في التصنيف, واعتبره غير واضح المعيار, وقال: إنه يصعب تأكيد أو نفي ما ورد في الموقع, مؤكدا انتشار مجموعة من المخالفات فيما يخص تجارة البشر "الدعارة" في عدد كبير من المؤسسات السياحية في مملكة البحرين, إلى درجة الظاهرة, ما يستدعي الحلول السريعة من مختلف الجهات التنفيذية والتشريعية وعامة الناس, ملقيا باللوم على عدد من رجال الأعمال الذين يتسابقون للاستثمار في المؤسسات السياحية من خلال الترويج لهذا النوع من التجارة, معزيا تفشي هذه الظاهرة إلى ترفع بعض المسؤولين عن الحديث عن هذا الواقع ومعالجته. وألمح أبو صندل إلى أن بعض أماكن هذه المخالفات لا تبعد سوى أميال معدودة عن بيوت المسؤولين أنفسهم, مشيرا إلى أن من الأسباب انتشار العمالة على مختلف الجنسيات في المملكة خاصة من الدول الفقيرة الذين يأتون تحت مسمى "العمل", إلا أن أصحاب القلوب الضعيفة تتلقفهم لأغراض دنيئة. وأوضح في الوقت نفسه أن جهودا ملموسة للمجلس للمساهمة في محاربة هذه المخالفات بالتعاون مع وزارة الداخلية, من خلال تشكيل لجنة للتحقيق فيما يتعلق بالدعارة ومحاولة السيطرة على هذه الظاهرة. وتساءل السيد ضياء الموسوي كاتب بحريني ورجل دين عن المعايير والمقاييس التي بني على أساسها هذا التصنيف, الذي قال: إنه يخلو من الدقة والمنطقية وفيه نوع من المبالغة, مؤكدا وجود الملاهي الليلية في كل المدن العربية علنا أو سرا, وأن تواجدها في البحرين لم يصل إلى حد الظاهرة لتصنف ضمن مدن الخطايا عالميا. من جانب آخر أوضح الموسوي مدى الحرية الليبرالية في المملكة ونشاط وزيرة الإعلام والثقافة في القضاء على التجاوزات الأخلاقية في هذا الجانب, مبينا احتمال تسييس صاحب الموقع هذا التصنيف باعتبار دخول السياسة في أغلب جوانب الحياة.