تُتيح منظمة الصداقة العالمية (ISGF) الفرصة للانضمام اليها من الراشدين الذين لم يحصلوا على فرصة الانضمام للكشافة في سن مبكرة، والتي هي في الأصل منظمة خاصة بالبالغين من الجنسين، تدعم وتوجه الكشافة إلى المُثل العليا، وتهدف إلى مساعدة أعضائها على الحفاظ على القيم في مختلف الحركات الخاصة بالشباب، من منظور دعم منظمة الكشافة العالمية (wosm) والرابطة العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة (WAGGGS) لدعم مجتمعاتهم والتنمية الشخصية المستمرة، الأمر الذي جعل جمعية الكشافة العربية السعودية تُتيح الفرصة للعديد من الشخصيات للانضمام اليها من خلال هذا الباب، ليستفيدوا ويفيدوا. ومن بين تلك الشخصيات التي أنظمت أو استقطبتها الجمعية تحت هذا المسمى الإعلامي الراحل عبدالرحمن بن صالح المصيبيح، الذي انتقل الى رحمة الله عام 2018م بعد مسيرة إعلامية ناجحة تجاوزت الأربعة عقود في الصحافة والإذاعة والتلفزيون، وحرصت الجمعية إبان حياته على الاستفادة من إمكاناته الإعلامية المتميزة وعملت معه شخصياً عن قرب في الكثير من المناسبات سواء بمعسكرات الحج لخدمة ضيوف الرحمن، أو بالمناسبات الكبيرة التي تنظمها أو تستضيفها جمعية الكشافة، فكان يبهرني في كل مرة بحضور مختلف وخاصة حرصه على التعرف جيداً على الحدث، ومعرفة ماهي الجزئية التي يريد المسؤول التركيز عليها، وهو ما كان يقوله دائماً الصحفي الكبير حمدي قنديل، "من أن عليك أن تتعرف على أهداف المؤسسة، وماهي الجزئية الإعلامية التي تود التركيز عليها"، وهو ما ذهب اليه ابنه بدر في مقال كتبه بعد وفاة والده من أن أباه كان يمتلك مواصفات استثنائية قد لا توجد عند كل الصحفيين، واستطاع توظيفها مهنياً بشكل راق ونبيل، فقد اعتقد وآمن بدوره كصحفي وأن واجبه المهني يحتم عليه نقل المعلومة بأتم وأكمل أشكالها، ووصفه شقيقه الدكتور سعود بعد تقاعده الوظيفي في مقال نشر بصحيفة الجزيرة في ذلك الوقت أن أخيه عبدالرحمن كان يحرص على العطاء والعمل والبذل، فخرجت رسالته للمجتمع عبر أخباره وتقاريره بشكل مميز ومتقن. لقد أسهم المصيبيح رحمه الله رحمة واسعة معنا في الكشافة اسهاماً كبيراً في تعزيز الصورة الكشفية بالمجتمع بأسلوب راق لا يجيده الا الكبار امثاله، فأثرى الساحة الكشفية الإعلامية نشاطاً وتوهجاً لعدة سنوات، ولست وحدي من يقول ذلك الكلام فذكره لا يغيب من كبار اعلاميي الكشافة السعودية الذين عاصروه، وعطائه حتى اليوم محفوظ على الأوعية والوسائط بأرشيف جمعية الكشافة، ويكفي سيرته رحمه الله فخراً ما قاله الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء من أن عمل المصيبيح الإعلامي اتسم طوال السنين التي عرفه فيها بالإخلاص والتميز، وشخصيته بالبشاشة ودماثة الخلق، والعمل الدؤوب والتواصل مع الناس والقدرة على نقل المعلومة بشكل دقيق، وما قاله معالي وزير الاعلام السابق، الرئيس الحالي لهيئة حقوق الإنسان الدكتور عواد بن صالح العواد، من أن المصيبيح صاحب قلم متميز أثرى الساحة الإعلامية بعطائه وحيوته وترك بصمة في مسيرة العمل الصحفي، وما وصفه به رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد بن حمد المالك من أنه" فقيد الصحافة "، لقد سجل المصيبيح – رحمه الله – اسمه بمداد من ذهب على صخرة الكشافة ،وبقيت ذكراه الطيبة حتى اليوم بيننا نحن الذين عملنا واياها بالكشافة، بل اننا نرجع الى كثير من تقاريره ، واسلوبه البسيط فيها، ونتعلم من قدراته عندما يرغب في أخذ لقاء أو انطباع مسؤول عن عملنا الكشفي، وأحسنت جمعية الكشافة عندما منحته في حياته نوط التميز في الإعلام والعلاقات العامة، وذلك في الحفل الوطني الأول للتكريم الكشفي، الذي رعاه الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز امير منطقة المدينةالمنورة – آنذاك – يوم الأربعاء الحادي والعشرون من شهر شوال من عام 1426ه، تقديراً لما قدم من عمل مميز في المجال الإعلامي.