حُظيت رئاسة المملكة العربية السعودية، لقمة قادة دول مجموعة العشرين (G20)، التي عقدت في مدينة الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بإشادة عالمية واسعة. أميركا أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عن شكره للمملكة، على رئاستها للقمة، مبدياً تطلعه إلى العمل مع إيطاليا كرئيس مقبل لمجموعة العشرين. وأوضح البيت الأبيض، مساء الأحد «22 نوفمببر 2020»، عقب اختتام أعمال الدورة الخامسة عشرة لدول مجموعة العشرين التي عقدت يومي 21 و 22 نوفمبر الجاري في الرياض، أن الرئيس الأمريكي، ناقش خلال القمة النموذج الاقتصادي الذي اتخذته إدارته من خلال خفض الضرائب واللوائح، وتعزيز الطاقة الوفيرة بأسعار معقولة، والتفاوض بشأن الاتفاقيات التجارية القائمة على مبادئ الإنصاف والمعاملة بالمثل، مشيراً إلى أهمية السياسات التي تعزز دور العمال والأسر. وأفاد البيان، أن الرئيس الأمريكي، ناقش أيضاً الإنجازات التاريخية التي تحققت في الولاياتالمتحدة وحول العالم في تمكين المرأة والاستثمار فيها، داعياً جميع الدول إلى بذل المزيد من الجهد، ومشجعاً مجموعة العشرين على مواصلة العمل معًا لتحقيق الأمن والازدهار والسلام لجميع الدول. الاتحاد الأوروبي نوه الاتحاد الأوروبي، باتفاق قادة دول مجموعة العشرين على مواجهة الأوبئة العالمية والتحديات الاقتصادية, في ختام أعمال «القمة». وجاء في بيان للاتحاد صدر في بروكسل أنه يمكن لمعاهدة دولية بشأن الأوبئة أن تساعد في منعها في المستقبل وتساعد الجميع على الاستجابة بشكل أسرع وبطريقة أكثر تنسيقًا, داعيًا إلى التفاوض بشأنها مع كل الدول ومنظمات الأممالمتحدة ووكالاتها حيث أعربت معالي رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في هذا الصدد عن سعادتها لموافقة قادة دول مجموعة العشرين على إتاحة لقاحات كوفيد 19 وبأسعار معقولة للجميع. وأشار البيان الأوروبي إلى موافقة القمة على فقرة موحدة عن التغير المناخي في "بيان قمة الرياض لمجموعة العشرين" وذلك بعد ثلاث قمم متتالية للمجموعة لم يجرِ فيها التوصل إلى مثل هذا التوافق, مؤكدا دعم الاتحاد الأوروبي للتعافي القائم على النمو الأخضر والشامل والمستدام والمرن والرقمي بما يتماشى مع أجندة 2030 وأهداف التنمية المستدامة. وجدد البيان تأكيد ودعم قادة مجموعة العشرين لمبادرة الرياض بشأن مستقبل منظمة التجارة العالمية والاتفاق على السعي لإيجاد حلّ قائم على الإجماع لنظام ضريبي دولي عادل ومستدام وحديث بحلول منتصف عام 2021 م، مبني على العمل المستمر لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. النقد الدولي أشادت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، بالإجراءات غير المسبوقة التي اتخذتها دول مجموعة العشرين للتخفيف من تأثير «كوفيد -19»، بما في ذلك الإجراءات المالية والنقدية، مشيرةً إلى أن تلك الإجراءات ساعدت في منع حالات الإفلاس الهائلة وأزمة أعمق. وهنأت في بيان، المملكة، على رئاستها الناجحة لمجموعة العشرين خلال عام مليء بالتحديات العام الذي لا مثيل له، مبدية تطلع الصندوق إلى قمة مجموعة العشرين العام المقبل برئاسة إيطاليا. وأوضحت جورجيفا، أن مبادرة تعليق خدمة الديون على وجه الخصوص أعطت العديد من البلدان الفقيرة "مساحة تنفس" مؤقتة تشتد الحاجة إليها، مشيرة إلى أن الإطار المشترك لمعالجات الديون التي تتجاوز DSSI الذي أقره قادة مجموعة العشرين في هذا الاجتماع، سيسمح للبلدان منخفضة الدخل التي لديها ديون لا يمكن تحملها بالتقدم بطلب للحصول على إعفاء دائم من الديون على أساس كل حالة على حدة، مع تكافؤ الفرص للدائنين. وقالت : من الأهمية بمكان تفعيل هذا الإطار بسرعة وفعالية، وللمضي قدمًا يجب علينا أيضًا مساعدة تلك البلدان التي لا يغطيها الإطار لمعالجة مواطن الضعف المتعلقة بالديون حتى تصبح اقتصاداتها أكثر مرونة. وأعربت جورجيفا عن شكرها لمجموعة العشرين على دعمها لصندوق النقد الدولي، الذي مكن الصندوق من تقديم أكثر من 100 مليار دولار أمريكي في شكل تمويل جديد إلى 82 دولة وتخفيف خدمة الديون لأفقر أعضائه، مؤكدة أن العالم لم يخرج من الغابة بعد فيما يتعلق بهذه الأزمة. وأكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي أن التعاون سيكون أكثر أهمية للمضي قدماً على ثلاثة طرق ذات أولوية، أولها إنهاء الأزمة الصحية، حيث إنه مع ظهور اللقاحات في الأفق، يجب أن نضمن وصولها إلى الجميع في كل مكان، وإذا فعلنا ذلك، يمكن للصندوق أن يضيف ما يقرب من تسعة تريليونات دولار أمريكي إلى الدخل العالمي بحلول عام 2025، لا يمكن أن تكون هناك قيمة أفضل للمال أو للعالم. وقالت: ومن طرق التعاون، تعزيز الجسر الاقتصادي للانتعاش، ومن الضروري الحفاظ على دعم الشركات والعاملين حتى نخرج من الأزمة الصحية، ويجب ألا يكون هناك انسحاب مبكر، حيث إنه حان الوقت الآن للاستعداد لدفع الاستثمار في البنية التحتية الخضراء والرقمية المتزامنة لتنشيط النمو، والحد من الندوب، ومعالجة الأهداف المناخية. وأضافت: إن من ضمن طرق التعاون، بناء أسس اقتصاد عالمي أفضل للقرن الحادي والعشرين، حيث إن أكثر حالات عدم اليقين التي تواجهنا اليوم هي كيف يمكن استخدام زخم الاضطراب الناجم عن هذه الأزمة لبناء اقتصاد أفضل للجميع، مشيرة إلى تنشيط النظام التجاري الدولي، وتعزيز نظام دولي للضرائب حيث يدفع كل فرد نصيبه العادل، وتسريع الانتقال إلى اقتصاد المناخ الجديد الذي تعتمد عليه صحة أطفالنا وازدهارهم، ويجب ألا ننسى العالم ما بعد مجموعة العشرين، حيث إن أفقر البلدان هي الأقل استعداداً لتحمل الصدمات، مؤكدةً أن صندوق النقد الدولي سيواصل الاعتماد على دعم مجموعة العشرين للحصول على جميع الموارد اللازمة لخدمة البلدان الأعضاء على أفضل وجه، وخاصة أولئك الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة. البرلمان العربي ثمَّن رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي، مخرجات «القمة»، مؤكداً أن رئاسة المملكة العربية للقمة، كان له الدور الأكبر في تحقيق التوافق حول عدد من القضايا ذات الأولوية على الصعيد العالمي، وفي مقدمتها اتفاق قادة دول المجموعة على دعم الدول النامية، وتمويل التوزيع العادل للقاحات الوقاية من جائحة فيروس كورونا وتعهدهم بتقديم الدعم الكامل للفئات الأكثر تأثرًا بالجائحة، وإقرارهم مبادرة تعليق مدفوعات الدين للدول الأكثر فقراً حتى منتصف 2021م، والاتفاق على ضمان إبقاء طرق النقل مفتوحة وآمنة، فضلاً عن اتفاق قادة المجموعة على ضرورة العمل المشترك لحماية كوكب الأرض ومواجهة التحديات الناشئة عن التغير المناخي والحفاظ على البيئة لتحقيق اقتصاد قوي وشامل ومتوازن ومستدام. وأعرب رئيس البرلمان العربي، عن ثقته التامة في أن نتائج هذه القمة وتنفيذ قادة دول مجموعة العشرين لتعهداتهم التي أعلنوا عنها خلال القمة، سيكون لها عظيم الأثر في تنسيق الجهود العالمية في مكافحة جائحة كورونا وتخفيف آثارها الاقتصادية والإنسانية على الدول والشعوب الفقيرة، وسرعة تعافي الاقتصاد العالمي وإعادة الاستقرار إلى الأسواق العالمية. وأشاد العسومي، بالنجاح الكبير الذي حققته المملكة العربية السعودية في استضافة وتنظيم ورئاسة هذه القمة التي تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي، مؤكداً أن ما أنجزته المملكة العربية السعودية في الظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي عهده الأمين في هذا الشأن يعد فخراً لكافة الدول والشعوب العربية.