طفت إلى السطح أزمة جديدة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إثر انتقادات الأول للثاني، ما جعل ماكرون، يرد على ترمب، قائلاً: “الاحترام أمر واجب بين الحلفاء”. وقال الرئيس الفرنسي، لقناة (تي إف 1) من على متن حاملة الطائرات شارل ديغول، الأاربعاء (14 نوفمبر 2018م): “في كل لحظة كبيرة من تاريخنا، كنا حليفين والاحترام واجب بين الحلفاء، مضيفاً لا أريد أن أسمع البقية، اعتقد أن ما يريده الفرنسيات والفرنسيون مني هو عدم الرد على تغريدات بل التمسك تحديدا بمواصلة هذا التاريخ المهم”. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد هاجم نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في سلسلة من التغريدات التي سلطت الضوء على مدى تدهور العلاقات التي كانت يوماً ما تتسم بالود بين الزعيمين بعد يومين فحسب من عودة ترمب من باريس. وفي خمس تغريدات نشرت في اليوم نفسه الذي أحيا فيه مسؤولون فرنسيون ذكرى هجمات إرهابية في 2015 أسفرت عن مقتل 130 شخصاً في باريس، انتقد ترمب البلد الحليف للولايات المتحدة بسبب اقترابه من الهزيمة أمام ألمانيا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وبسبب صناعة النبيذ الفرنسية ومعدلات التأييد لماكرون. وعاد ترمب، إلى واشنطن بعد زيارة لباريس خلال مطلع الأسبوع لإحياء الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى حيث بدت العلاقات المتوترة بين الرئيس الأميركي وحلفائه الأوروبيين واضحة للعيان. ورفض ترمب الثلاثاء (13 نوفمبر 2018م)، تحذيرات ماكرون من خطر النزعات القومية خلال خطاب مفعم بالمشاعر في باريس، الأحد الماضي، أمام عشرات من قادة العالم. وخلا وجه ترمب، من التعابير وهو يستمع للخطاب على بعد عدة أمتار، إذ سبق أن وصف الرئيس الأميركي نفسه بأنه (قومي)، وروج لسياسة (أميركا أولاً). وقال ترمب، وهو رجل أعمال سابق في مجال العقارات ونجم سابق لتلفزيون الواقع ويملك مصنعاً للنبيذ في فرجينيا، إن معدلات التأييد لماكرون متدنية، واتهم فرنسا بممارسات تجارية مجحفة فيما يتعلق بالنبيذ وهاجم التغطية الإخبارية لرحلته. وأشار ترمب، إلى تصريحات ماكرون الأخيرة بشأن حاجة أوروبا لحماية نفسها، وكتب في حسابه على (تويتر): "كانت ألمانيا في الحربين العالميتين الأولى والثانية. كيف سار ذلك مع فرنسا؟ كانوا قد بدأوا يتعلمون الألمانية في باريس قبل مجيء الولاياتالمتحدة. ادفعوا لحلف الناتو وإلا فلا". وكتب في تغريدات أخرى: "بالمناسبة، لا يوجد بلد أكثر قومية من فرنسا. شعب فخور للغاية وله الحق في ذلك"، وختم كلامه بالقول: "اجعلوا فرنسا عظيمة مجدداً". ودافع الرئيس الأميركي، عن غيابه، الذي قوبل بانتقادات شديدة عن مراسم لإحياء الذكرى يوم السبت، قائلاً إن جهاز الخدمة السرية الأميركية عارض التوجه إلى مقر الحدث بالسيارة بسبب الترتيبات اللوجيستية. وكان البيت الأبيض، قد قال قبلها إنه ألغى حضور ترمب، معللاً ذلك بالطقس السيئ الذي أدى لمنع إقلاع رحلة بالهليكوبتر كانت مقررة إلى الموقع. ومن دون أن يعلق مباشرة على تغريدات الرئيس الأميركي، وافق ماكرون، على وصف محاوره تلك التغريدات بأنها غير لائقة، قائلا له: “لقد قلت كل شيء”، وأضاف “أعتقد أن دونالد ترمب يمارس سياسة أميركية وسأدعه يمارس سياسة أميركية”. وحرص ماكرون، على وضع حد للسجال عبر التأكيد أنه بعيدا من العبارات، قائلاً: “لا أريد أن أدخل في سجال مع رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية عبر تغريدات”. وأضاف: “تخوض الولاياتالمتحدة الأميركية وفرنسا معا كل يوم إحدى المعارك الأكثر أهمية، إنها مكافحة الإرهاب، وجنودنا يعملون معا كل يوم ويعرضون معا حياتهم للخطر”.