قبل أربعة أشهر كتبت في هذه الزاوية مقالاً بعنوان «مستقبل اليوفي ليس رياضياً فحسب» وتحدث المقال عن بعض الجوانب والتغييرات التي اتخذتها إدارة النادي، أهمها الاستراتيجية الجديدة ليوفنتوس والتي تهدف لتطوير هوية النادي ليتجاوز كونه نادي كرة قدم فقط، وليدخل النادي بذلك في عالم الأعمال وهذا يتضح من تغيير شعار اليوفي في مطلع العام 2017 م ليتوافق مع الهوية التجارية الجديدة. ورغم المقاومة الجماهيرية الشديدة التي واجهتها إدارة النادي لثنيهم عن تغيير الشعار، إلا أن الإدارة استمرت في تنفيذ استراتيجيها التي بدأتها بتغيير الشعار مروراً بتعزيز الهوية الجديدة، عبر عدة خطوات، أبرزها إعلان إدارة النادي قبل عدة أيام عن تعاقدها مع النجم الكبير كريستيانو رونالدو في صفقة أحدثت صدى كبيراً جداً، وخطفت الأضواء من كأس العالم لمدة تجاوزت 48 ساعة. وبالعودة لعنوان هذا المقال وربطة بمقالنا السابق، سنجد أن صفقة رونالدو تعتبر بالنسبة لليوفي صفقة تجارية أكثر من كونها صفقة فنية، فالدون كما يلقبه محبوه، نجم مؤثر فنياً وسيشكل إضافة لأي فريق يلعب له، إلا أن تأثيرة التجاري في هذه الفترة أكبر وأهم بالنسبة لليوفي حيث سيساهم في نجاح استراتيجية النادي التي طبقها مؤخراً والتي تعزز للهوية التجارية التي ينشدها اليوفي. جميعنا يعلم أن كريستيانو رونالدو من أهم الأسماء العالمية التي تخطب ودها الشركات، للإعلان عن منتجاتها وعلاماتها التجارية لما يشكلة رونالدو من قوة تأثير على شريحة كبيرة من المشجعين حول العالم، لذا أرى أن خطوة اليوفي بالتعاقد معه فيها من الذكاء والاحترافية الشيء الكثير، حيث إن رونالدو سيصبح جزءاً من هوية النادي الجديدة وهذا سيسهم في تعزيز الهوية الجديدة والترويج لمنتجات النادي بشكل أسرع وأكبر، ولعل أولى المؤشرات على الصبغة التجارية للصفقة هو ما تداولته كثير من المواقع العالمية عن أن مبيعات قميص رونالدو مع اليوفي تجاوزت 520 ألف قميص خلال 24 ساعة. خلاصة القول إن صفقة رونالدو ستحقق فوائد فنية للسيدة العجوز، وقد يساهم ذلك في جلب مزيد من البطولات للنادي الإيطالي العريق، لكن الفوائد التجارية ستكون أكبر وستحقق للنادي جل أهدافه التسويقية إن لم يكن جميعها وهي الأهداف الرئيسة التي جُلب اللاعب من أجلها. د. مقبل بن جديع (الرياض) الوسوم اليوفي رونالدو