استقطع الدكتور يوسف القرضاوي أكثر من 15 دقيقة من حلقة برنامج الشريعة والحياة التي بثّت على قناة الجزيرة على الهواء مباشرة مساء الأحد 31/1/2010 لينعي الدكتور عز الدين إبراهيم العضو المؤسس للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين مؤسس حركة الإسلام والغرب، الذي توفي السبت في لندن عن عمر يناهز 85 عاماً متأثراً بمرض السرطان أثناء نقله من أبو ظبي إلى المملكة المتحدة. والدكتور عز الدين أحد مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين، وكان هرب من مصر إبّان اعتقال قوات الملك فاروق لأعضاء الحركة، ليستقرّ في ليبيا وهو في العشرين من العمر مؤسّساً لجماعة الإخوان المسلمين في بنغازي في ليبيا في الخمسينيات من القرن الماضي. ورفض ملك ليبيا آنذاك إدريس السنوسي تسليم إبراهيم إلى مصر عندما جاءه لاجئا، الأمر الذي أدى إلى تدهور في العلاقات بين البلدين. وولد الدكتور عز الدين إبراهيم في القاهرة عام 1928، وحصل على ليسانس في الأدب العربي من جامعة القاهرة ودبلوم التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس، ثم دكتوراه الفلسفة في الآداب من جامعة لندن سنة 1963. ومنحته جامعة ماليزيا الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد لإدارته عدداً من صناديق التضامن والعمل الخيري في البلاد الإسلامية، وكذلك منحته جامعة ويلز في المملكة المتحدة دكتوراه فخرية في الآداب لدوره مع مؤسسات التعليم العالي. عمل الدكتور عز الدين في مجال التعليم والتربية والبحث العلمي بالإدارة والتدريس في مصر وليبيا وسوريا وقطر والمملكة العربية السعودية وبريطانيا والولاياتالمتحدة، ففي قطر عمل مساعدا لمدير المعارف، وانتقل للسعودية للعمل كأستاذ للأدب العربي وطرق تدريس العربية في الرياض. كما قام بتدريس الدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد في بريطانيا وجامعة ميتشغان في الولاياتالمتحدةالأمريكية، مستعيناً بكتبِهِ الإسلامية المؤلّفة بالعربية والإنجليزية وهي الأربعون قدسية والأربعون نووية والكلم الطيب، ثم انتقل للإمارات واستقر هناك وحصل على الجنسية الإماراتية وعمل مستشاراً للشيخ زايد آل نهيان. ونعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " إيسيسكو " الدكتور عزالدين إبراهيم المستشار الثقافي بوزارة شؤون الرئاسة ومؤسس ومدير جامعة الإمارات ومدير صندوق التضامن الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي وشارك الدكتور عز الدين إبراهيم في حوار الثقافات التي نظمتها منظمة الإيسيسكو داخل الوطن العربي وفي أوروبا وعددها ثمانية، وكذلك فهو عضو مؤسس لحركة الإسلام والغرب التي أنشئت في منتصف السبعينات، وشارك على مدى الأربعين سنة الماضية في معظم الحوارات الإسلامية- المسيحية وناب عن منظمة المؤتمر الإسلامي في مقابلة البابا بولس السادس سنة 1976. وهو عضو مؤسس ومشارك في الفريق العربي للحوار الإسلامي- المسيحي ومقره بيروت، وناب عن العالم الإسلامي في لقاءات السلام العالمية التي نظمتها الكنيسة الكاثوليكية في روما (2002) وميلانو (2004) وليون بفرنسا (2005)، وأصدر رسالة مطبوعة بعنوان: بعد أربعين سنة من الحوار الإسلامي المسيحي، ما الجدوى؟ وما المستقبل؟ كما شارك في مؤتمر حوار الأديان في مدريد عام 2008. وتحدث عن الحوار الإسلامي المسيحي واليهودي ومستقبله وآفاقه، وقدم شرحاً عن تجربته في منتديات الحوار خلال أربعين سنة، ولعز الدين إبراهيم أكثر من 23 كتاباً تعليمياً وأبحاثاً كثيرة تتصِف بالتنوع، منها: رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك زمانه، ومسيرة الجامعات الإسلامية، والحوار الإسلامي- المسيحي، والسنوات المتأخرة من العمر، كما أصدر بالمشاركة ثلاثة كتب من الأحاديث النبوية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وكان على وشك إصدار مجلد من مختارات القرآن الكريم المبوبة حسب الموضوعات والمترجمة إلى اللغة الإنجليزية.