الزمان كان سبتمبر للعام 2010م والمكان هو ارض المجد والحضارة مدينة استانبول التركية حيث عقد الكونجرس العالمي الضخم للكوارث الكونية بقيادة عالم الجيوفيزياء المعروف البرفسور إلشن كاليلوف ولعله من ما يبعث على الفرح أن يذكر اسمنا من ضمن الدعوات لكبار متحدثي المؤتمر ممثلا للجانب الخاص بالكوارث الصحية في فلسفة جديدة تمثل خروجا حقيقيا عن المألوف في عالم الطب حيث بدأنا البحث في حقائق آمنت بها الحضارات البشرية في العصور المتقادمة ولكن لم تجد الآلية العلمية التي تفسر ذلك بمنطق علمي تجريبي يقبله علماء العلوم التطبيقية، ولم يكن من كدر في الحدث الا اننا لم نستدع كابناء للمملكة العربية السعودية التي نريد لها راية خفاقة في مثل تلك المحافل ولكن كانت ان استقراء حدث الافلاك واستجابات النفوس البشرية هو علم جديد يفرض نفسه على المجتمعات العلمية والاجتماعية والصحية والسياسية لبني البشر وفي خضم هذا وذاك نجد انفسنا لا نزال على عتبات الحق الذي جاء به سيدي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي تتسع دائرة العلوم لتزيد ايماننا رسوخا بعظمته وشموليته لكل زمان ومكان. الدعوة شخصية من العالم الفذ الذي غادرنا الى ربه قبل شهرين فرانز هالبرج ضمن الفريق الامريكي المكون من ثلاثة زملاء آخرين، ولب الحدث الذي اريد ان استقرئه مع قارئي الكريم هو المادة العلمية الخطيرة بجميع المقاييس والتي عرضت في ثنايا هذا المؤتمر الجامع وقد اخص بالحديث ما عرضنا له نحن في محاضرتينا وما قدمه الزملاء الأمريكان فيما يخص القراءة للحدث الكوني والطبي فيما يخص المؤشرات الحيوية الكونية للسنوات القادمة والتي نستقرئها بتكامل معرفي من ما لدينا من معارف ومؤشرات تستقبلها القشرة الامامية للدماغ البشري من خلال تردد شومان وكذلك الموجات القلبية الدنيا وتفاعل هذه وتلك مع الحدث الكوني الكبير المتمثل في الدورة الشمسية الرابعة والعشرين والتي بدأت في العام 2011م ونبلغ ذروتها في هذا العام 2013 والعلاقة الوثيقة بين الحدث الكوني والكوارث الجيوفيزيائية من زلازل وبراكين وطمر المياه لجزر معروفة واحداث تسونامي التي تركزت في الجزر الآسيوية وما صاحب ذلك من تزامن عجيب للثورات الشعبية في بلدان مختلفة وهو ما رصده العالم الفلكي البرفسور الروسي تشوفونسكي احد علماء الفلك في بدايات القرن الماضي الذي لفت نظره العلاقة الوثيقة بين اعتى واشرس المعارك الدامية وانفجارات شمسية مرصودة مما استقرأه كعلاقة علمية هامة قضى جزءا هاما من حياته لاثباتها بعلمه وماله بل وبحريته ولكنه في نهاية المطاف استطاع ان يثبت للعالم اجمع تلك العلاقة خلال 183 عاما في رسمه البياني الشهير ونحن وبعد اكثر من مائة عام من هذا الحدث نسترسل في عوالم الفيزياء الفلكية وتفاعلاتها مع الكائنات الحية وبالذات نحن بني البشر لنستقرئ علما جديدا يستنبئ الاحداث البشرية من خلال قياسات لاحداث كونية اثبتتها التجربة وتكرار الحدث سواء كان استجابة تأثرية أو دورية حدثية فيما يسمى (Rhythmic Cyclicity) التي ابحر في عوالمها استاذنا الراحل العظيم فرانز هالبرج ليثبت ارتباطاتها الوثيقة بدورة الليل والنهار وتغيرات افراز الهرمونات في الجسم البشري حيث ادخل مسمى (Circardian Rhythm) لأول مرة في تاريخ الطب في خمسينات القرن الماضي ليأتي بعد اكثر من ستين عاما من العطاء ليقودنا في مثل هذا الحدث في رسالة علمية تحمل شرف التاريخ ونقاء العلماء وهيبة الحدث لنقول للعالم اجمع ان استقراء حدث الافلاك واستجابات النفوس البشرية هو علم جديد يفرض نفسه على المجتمعات العلمية والاجتماعية والصحية والسياسية لبني البشر وفي خضم هذا وذاك نجد انفسنا لا نزال على عتبات الحق الذي جاء به سيدي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي تتسع دائرة العلوم لتزيد ايماننا رسوخا بعظمته وشموليته لكل زمان ومكان وما زادتنا هذه العلوم الحديثة المبهرة الا فهما للقرآن الكريم الذي يقول فيه الحق تبارك وتعالى: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ *فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ). وهذا الرزق هو علوم الفلك والفيزياء والجيوفيزياء ونواميس الخالق عز وجل في أكوانه العظيمة في مؤشرات كونية تصدقها شواهد بشرية، والله أعلم.