أنا المواطن محمد العصيمي، إنطلاقا من ثقتي بحرصه وقدرته، أوجه هذا النداء (الوطني) لوزير الداخلية، سمو الأمير محمد بن نايف، ليسعفنا مروريا بعد أن أصبحنا الدولة الأولى في رهاب وإرهاب السيارات التي تقتل الناس وتتسبب باصابتهم بعاهات واعاقات مقعدة. لقد نجحت المملكة أيما نجاح بالقضاء على إرهاب الإرهابيين وكفتنا وكفت بلادنا وبلاد العالمين شرهم.. وعلى نفس قاعدة هذا النجاح نريد يا سمو الأمير أن نؤسس لقاعدة المرور الآمن الذي يحفظ للبلد أبناءها وأن نسخر لبناء هذه القاعدة من الامكانيات البشرية والآليات ما استطعنا ضمن حملة وطنية تعيدنا إلى صوابنا وتنتشلنا من هذه الهوة المرورية السحيقة، التي لم تعد تبقي ولا تذر. لقد بلغت أرقام الموتى والمصابين الزبى، فحسب العقيد الدكتور زهير بن عبدالرحمن شرف، مدير الأنظمة واللوائح في مرور منطقة المدينةالمنورة، بلغ معدل الوفيات في حوادث الطرق في السعودية 17 شخصاً يوميا، أي شخص كل 40 دقيقة، كما بلغ عدد المصابين أكثر من 68 ألفا سنويًّا، وزادت الخسائر المادية على 13 مليار ريال في السنة. وفي وصفه لما سماه «إرهاب الشوارع»، قال العقيد في محاضرة ألقاها مؤخرا، إن هذا الإرهاب لا تقل خطورته عن الإرهاب الإجراميّ المُنظَّم، وهو ما وضع المملكة للأسف في المركز الأول عالميًّا في عدد حوادث الطرق. وقد بلغ عدد ضحايا الحوادث في المملكة في العقدين الماضيين أكثر من 86 ألف شخص، متجاوزا عدد ضحايا حروب الأرجنتين، وحرب الصحراء الغربية، وحرب الهند وباكستان، وحرب الخليج، وحرب نيبال الأهلية، وحرب استقلال كرواتيا التي بلغ مجموع ضحاياها 82 ألف شخص. هذه الحرب وهذه الأرقام يا سمو الأمير تعني أن الأمر جلل يُفترض أن نقف له ولا نقعد حتى تنجلي غمته وتزول كربته التي تلف كل البيوت السعودية. والحلول التي طرحت كثيرة وهي موجودة في مضابط المرور ولدى جمعيات وجماعات أصدقاء المرور ولجانه المتعددة. لكن التفعيل وتحقيق الإنجازات على أرض الواقع هو المطلوب، فما الفائدة من كل الأفكار الرائعة إذا كانت حبيسة النفوس والأدراج. تويتر: @ma_alosaimi