لا شك عندي أن هناك من سيأتي ويقول من أنت (ياريبراري) لتكتب عن قامة بحجم الدكتور العربي المسلم عبدالرحمن السميط. ومثل هذا القول لن يمنعني عن إعلان حبي لإنسان عاش في ظل الدعوة والخير ومنع نفسه من ثوب جديد لأن ثمنه يمكن أن يطعم جائعا. ومن لا يحب الإنسان الصادق مع نفسه وضميره وزهده بالدنيا وأضوائها وكاميراتها التي يتسابق لها نفر من أدعياء الدعوة اليوم. عبدالرحمن السميط، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته، وضع قاعدة ذهبية للعمل الدعوي والخيري لم يشترها إلا القليل من الدعاة لأن ثمنها الزهد في الدنيا والأضواء والجماهير وترقب ما عند الخالق الكريم الذي يعلم أسرار القلوب. أما مدار هذه القاعدة (السميطية) عمليا فهو الإحساس بحاجات الناس والارتقاء بوجودهم دينا ودنيا. وقد فضل، أكثر من غيرها، قارة افريقيا التي يطحن بعض أجزائها الفقر والجهل والأمراض المستفحلة التي تحصد الأرواح، وأظنه في حياته أصيب بشيء من هذه الأمراض التي يغشاها محتسبا ومؤمنا بسمو ورقي هدفه. ولكي تتعرفوا أكثر على هذه القاعدة الدعوية الخيرية النادرة التي ابتكرها إسلاميا وحديثا الدكتور السميط، أضع أمامكم المشاريع التي أشرف عليها في افريقيا، قارته الخيرية المفضلة، فقد أشرف على بناء 1200 مسجد، ودفع رواتب 3288 داعية ومعلما شهريا، ورعاية 9500 يتيم، وحفر 2750 بئرا ارتوازية ومئات الآبار السطحية في مناطق الجفاف، وبناء 124 مستشفى ومستوصفا، وتوزيع أكثر من 51 مليون نسخة من المصحف، وطبع وتوزيع 605 ملايين كتيب إسلامي بلغات افريقية مختلفة، وبناء وتشغيل 102 مركز اسلامي متكامل، ودفع رسوم الدراسة عن 95 ألف طالب مسلم فقير، وتنفيذ وتسيير عدة مشاريع زراعية على مساحة 10 ملايين متر مربع، وتشغيل 200 مركز لتدريب النساء، وتنفيذ عدد من السدود المائية في مناطق الجفاف. والقائمة تطول لتبني رؤيته الذهبية للعمل الدعوي والخيري، ولذلك نحبه، فلم يكن له هم أو مطمع سوى فعل الخير.. لم ينل أحدا بسوء ولم يدخل على خطوط التنازع والتنابذ البغيضة. لقد فهم رسالة دينه وطبقها دون ضجيج وهاهو يرحل، رحمه الله، بهدوء ووقار الكبار وقد ترك لنا نعمة الفهم، هذا إن كنا سنفهم. @ma_alosaimi