في عصر التكنولوجيا والتطور المعرفي زاد الوعي القانوني للمرأة، فالمحاميات اللاتي درسن الحقوق في نشر الوعي القانوني بين بنات جنسهن وتوعيتهن بالمطالبة نجحن في كسر بعض العوائق للمطالبة بحقوقهن. «اليوم» حول هذا الموضوع التقت بعدد من المحاميات والمستشارات القانونيات. بداية قالت المستشارة القانونية بيان زهران: الوضع أفضل من السابق، ولكن انتقاء المعلومة القانونية والصحيحة مازال ضئيلاً والثقافة الحقوقية لا تزال محدودة نوعاً ما، وأحاول عن طريق كتاباتي سواًء مقالات أو تغريدات للإسهام بنشر الوعي القانوني في المجتمع، ولدي فقرة أسبوعية تقدم كل أربعاء على إحدى الاذاعات المعروفة بهذا الشأن، إضافًة لمساهمتي شهرياً بلقاءات ثقافية نسائية مفتوحه للتوعية الشاملة بالحقوق والإجابة على استفساراتهن في هذا الجانب . وتقترح المستشارة زهران أن يتم طباعة كتيب مفصل من وزارة العدل بالإجراءات القضائية لرفع الدعوى وجهات الاختصاص وتتوقع أن يساهم ذلك بوعي حقوقي أكبر وتوفير الوقت والجهد سواء على الأشخاص أو منسوبي العدل. وترى رئيسة وحدة الاستشارات القانونية بمكتب للمحاماة نوف عبدالله الشويعر أنه قياسًا على أفراد المجتمع العاديين زاد الوعي بنسبة قليلة، ومازال الأمر يتطلب عملًا جادًا في استغلال وسائل التقنية وتسخيرها من أجل رفع سقف الوعي الحقوقي لإيجاد مجتمع عدلي يسعى لنشر العدالة بين أفراده ، وقد سهل على بعض الباحثين ممن واجهوا بعض القضايا والمسائل القانونية، إذ أصبح يحرص نسبة من القانونيين على أن يكونوا في القرب دائما من طالب الاستشارة وهذا ما نعمل عليه دائما في بعض الحسابات لنا عبر مواقع التواصل الاجتماعية المختلفة. مازال الأمر يتطلب عملًا جادًا في استغلال وسائل التقنية وتسخيرها من أجل رفع سقف الوعي الحقوقي لإيجاد مجتمع عدلي يسعى لنشر العدالة بين أفراده من جانبها أشارت المستشارة القانونية غادة الزومان أنه تم تخصيص مكتب ووحدة مستقلة معنيّة بكل ما له صلة بالتوعية القانونية والتطوير، ونسعى لتقديم الدورات وورش العمل، والمشاركة في بعض الملتقيات وفق خطة توعوية حقوقية متكاملة . وتضيف الزومان: أطلقنا بالتعاون مع نادي القانون بجامعة الأميرة نورة إحدى حملاتنا التوعوية والأولى من نوعها بعنوان «المحاماة رسالة»، حيث شهدت تجمعا ضخما ممن ينتمون للقانون وممن لا ينتمون إليه، ونتطلع لترسيخ القيم العدليّة في مجتمعنا ورفع الوعي النظامي لديه، ومواصلة السير في تقديم الدورات، وسنكمل المرحلة الثانية من مراحل حملة (معًا لرفع الثقافة الحقوقية)، التي استهدفنا فيها عددا من المدارس بمختلف المستويات الحكومية والخاصة في منطقة الرياض، وتنوعت موضوعاتنا وما نطرحه باختلاف الفئة المستهدفة واللقاءات المقامة، ونسعد بأي شكل من أشكال التعاون التي تسهم في التثقيف الحقوقي . وبالحديث عن العوائق التي قد تواجهها المرأة في المطالبة بحقوقها ترى الزومان أن المرأة هي العائق الأول لذاتها فقلة الوعي والاطلاع والتساهل في المطالبة بالحقوق، وكذلك الثقة المفرطة في تعاملاتها ولن يتكبد عناءها سواها، ولا أنسى أن أشير إلى نظرة المجتمع الضيقة للمرأة التي تدق أبواب المحاكم التي من شأنها أن تجعلها تتراجع ألف خطوة قبل الاقدام للمطالبة بحقها، فمن يطوق نفسه بحبال العادات والتقاليد التي لا تمت للشرع بصلة سيختنق وينتهي به المطاف، كذلك والإصلاح يبدأ من الذات أولاً (درهم وقاية خير من قنطار علاج) . بينما قالت المستشارة القانونية رئيسة وحدة دراسة العقود بمكتب للمحاماة إيمان المعطش انه يصعب التقدير بعدد معين للاستشارات، فيرد للمكتب يوميًا عبر وحدة الاستشارات القانونية العديد من الاستشارات الشرعية والقانونية في مختلف المجالات والتي بدورها تقوم بتحويلها إلى وحدات المكتب كل حسب اختصاصه سواء في المجال التجاري، أو الأحوال الشخصية، ليتم دراستها والتعامل معها بشكل سليم ودقيق .