كاد لبنان ان يمر بمنعطف سياسي شديد الخطورة قد يؤدي الى فراغ مؤسساتي لولا تدخل العقلاء ووحدة 14 آذار و»بيضة القبان» الجنبلاطية، فبعد جهد وتعب ونقاشات حامية وسوء تفاهم وصل الى حدّ الخصام وربما التشكيك، عادت روح التعاون والروح التوافقية، لتهيمن على هذه القوى لتتوصل الى صياغة اتفاق حول القانون المختلط، قاطعة الطريق أمام المصطادين بالماء العكر والساعين الى فك تحالفهم. مجدداً، «14 آذار» كلمة واحدة وصوت واحد في مجلس النواب، فجميع نوابها سيصوتون لإقرار القانون المختلط وسيدعمهم نواب جبهة «النضال الوطني» ضاربين عرض الحائط بمشروع «اللقاء الأرثوذكسي» (كل طائفة تنتخب نوابها) تاركين قوى 8 آذار تبكي على أطلاله. فتفت وسعيد ل«اليوم»: سنصل الى خواتم سعيدة ومحصلة الحراك المكوكي على مختلف الجبهات السياسية رسمت سيناريوهات قاتمة لمصير جلسة اليوم، فهي لا توحي بالوصول الى نقطة توافق بين مؤيدي ومناهضي اقتراح اللقاء «الارثوذكسي» المدرج كبند وحيد على جدول الاعمال، الا ان لعضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت القادم من الرياض بعد لقاء الرئيس سعد الحريري رأياً آخر. فقد قال ل»اليوم»، معلناً عن «ايجابيات كبيرة بالنسبة للقانون المختلط ستظهر خلال الساعات القليلة المقبلة». من جهته، اعرب منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد ل»اليوم»، عن «تفاؤله بفتح قنوات الاتصال في كل الاتجاهات داخل 14 آذار وعلى أعلى المستويات». وقال: «اننا على الطريق الصحيح واصبحنا في الخواتيم السعيدة». الاتصالات على نار حامية وشملت الاتصالات التي تصاعدت للإنجاز حل قبل الجلسة، كلا من «الكتائب» و»القوات اللبنانية» و»التقدمي الاشتراكي» و»تيار المستقبل». وتداولت قيادات هذه القوى المكونات في اسس الصيغة المختلطة، فرصدت اتصالات بين النائب سامي الجميل والرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات سمير جعجع واتصالات اخرى بين القيادات كافة، الا ان الحراك الابرز كان في جبهة بيروتالرياض حيث حمل النائب فتفت الصيغة المختلطة الى الرئيس الحريري وعاد بجو ايجابي نقله الى سائر المكونات عبر اتصالات او زيارات قادته احداها الى بيت الكتائب المركزي في الصيفي حيث كان قد أرجأ موعد اجتماع المكتب السياسي للحزب منذ يوم امس حتى اليوم انتظارا لرد الحريري. في المقابل، عقد فريق 8 آذار اجتماعاً في عين التينة (منزل رئيس مجلس النواب نبيه بري)، حيث جرى التشاور في مسار جلسة الغد والموقف الواجب اتخاذه في هذا الصدد وسط دفع في اتجاه اقرار الاقتراح الارثوذكسي، في ظل تحفظ نواب الحزب «القومي» على «الصيغة الطائفية التقسيمية». ونقلت مصادر نيابية ل»اليوم» ان نائبي القومي سيحضران الجلسة ويمتنعان عن التصويت في حين سيحضر نائبا البعث ويصوتان لمصلحة الاقتراح. أوساط بري ل«اليوم»: تأليف الحكومة «تفصيل» أما في الملف الحكومي، فاعتبرت أوسط رئيس مجلس النواب نبيه بري ل»اليوم»، انه «عند توافق الفرقاء على قانون الانتخابات يصبح أمر تأليف الحكومة تفصيلاً». فيما اكدت مصادر متابعة ل»اليوم» ان رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان تبلغ من الرئيس المكلف تمام سلام «قرار التريث في تقديم تشكيلته حتى الاسبوع المقبل افساحا في المجال امام مزيد من المشاورات والاتصالات بهدف الوصول الى توافق». الا ان أصداء الزيارة الخاطفة التي قام بها الزعيم الدرزي لزعيم السنة في لبنان الرئيس سعد الحريري لا تزال تردد حتى الآن في بيروت. وعلمت «اليوم» ان «اللقاء الذي جمع المعاون السياسي ل»حزب الله»، والمعاون السياسي للنائب وليد جنبلاط الوزير وائل ابو فاعور ومسؤول التنسيق والارتباط في «حزب الله» وفيق صفا، يأتي في اطار التواصل المستمر بين الجانبين، حيث اكد ابوفاعور لصفا «بقاء جنبلاط على التزامه». الا ان ان صفا وفق المصادر «طمأن أبو فاعور» وأسف للاتهامات التي تعرض لها حزب الله «مترافقة مع حملة تهويل اعلامي وسياسي» على حد قوله. متسائلا «عمن سمع حزب الله يهدد ب7 ايار جديد او بخضة امنية وعسكرية اذا شُكلت حكومة أمر واقع ؟».