أعلنت الهيئة العامة للسياحة و الآثار عن اكتشاف عدد من القطع الأثرية في محافظة الغاط بمنطقة الرياض تعود إلى العصر الحجري وتعكس كثافة النشاط الذي مارسه الإنسان في تلك المنطقة في عصور ما قبل التاريخ. الهضبة الصخرية التي تم اكتشافها (اليوم) و قال نائب الرئيس للآثار و المتاحف بالهيئة الدكتور علي بن إبراهيم الغبان أن فريق من الباحثين السعوديين التابعين لقطاع الآثار و المتاحف قام بمسح وتنقيبات أثرية في محافظة الغاط بمنطقة الرياض، في موقع القويرة، كما شف المسح موقعين آخرين للنقوش و الرسوم الصخرية . و أشار إلى العثور شمال شرقي الغاط على الضفة الغربية لوادي مرخ على هضبة صخرية ترتفع عن سطح الأرض، وفي أعلاها مجموعة متناثرة من النقوش الثمودية والرسوم الصخرية تمثل أشكالاً حيوانية مثل الحصان و الجمل و الوعل و طيور النعام، إضافة إلى أشكال آدمية و أخرى هندسية و قد نفذت جميعها بطريقة الحز و الكشف عن هضبة أخرى تقع ما بين أم شداد ووادي مرخ شرق طريق المجمعة - الغاط القديم، ويوجد عليها رسوم صخرية أحدها يشبه قرص الشمس نفذت بطريقة الحز . وأوضح الغبان أن الملتقطات من عدد من المواقع في محافظة الغاط تدل على أنها تعود لفترة العصر الحجري القديم الأوسط (الموستيري) منذ 80 ألف سنة مضت، مشيراً إلى أن الأدوات الحجرية كانت تستخدم كأدوات قطع و كشط و نحوها ، و يستدل من مواقع وجودها و كثرتها على كثافة النشاط الذي مارسه الإنسان في محافظة الغاط في عصور ما قبل التاريخ. كما اكتشف الفريق في محافظة الغاط مقابر ركامية حجرية دائرية، تتضح في بعضها الأعمدة المنصوبة ودوائر حجرية كانت لسكني الإنسان، وبعضها استخدم حظائر للحيوانات، وبئراً منحوتة في الصخر بشكل دائري . من جانبه قال باحث الآثار و التاريخ عبد الخالق الجنبي أن الاكتشاف نادر وعلى الغاية من الأهمية , و أنه يسد حلقات مفقودة في تاريخ الجزيرة العربية منوها أنه لم يسجل في الشرقية آثار ما يعود إلى العصر الحجري القديم لغاية الآن والذي يعود إلى ما قبل 10 آلاف سنة قبل الميلاد و أن الآثار المكتشفة في الشرقية والتي تعود إلى العصر الحجري الحديث (6 آلاف سنة قبل الميلاد إلى 10 آلاف سنة قبل الميلاد) توجد في الصرار (150 كيلو مترا غرب الدمام) والتي تم اكتشافها من قبل بعثة آثار ممولة من قبل هيئة الآثار قبل أكثر من 10 سنوات في منطقة تقع غرب منطقة ثاج الأثرية,لافتا إلى أنه تم اكتشاف رسوم حجرية لحيوانات مثل حيوان المستردون والذي يعد من أسلاف الماموث و الفيلة . وقال الجنبي من الصعب أن توجد مثل هذه الرسوم في المنطقة الشرقية كونه قبل نحو 2 مليون سنة كان سلف الخليج يغطي أغلب أراضي المنطقة الشرقية بقرابة 100 كيلو متر باتجاه الغرب, أي أنها كانت غارقة في مياه الخليج كذلك الحال بالنسبة لواحة القطيف التي كان معظم أراضيها تحت سطح الماء ولم يكن يخرج منها للسطح سوى الأماكن المرتفعة مثل تل تاروت الذي يشتهر حاليا بكثرة الآثار . و بين أن الرسوم الجبلية دائما تكون في المنطقة الوسطى و الجنوبية من المملكة التي تكثر فيها الجبال بحيث تكثر فيها الرسوم القديمة التي تعود إلى العصور الحجرية وأيضا الكثير من النصوص المكتوبة بالخط المسند الحجري و الخط النبطي التي تكون فقط على الجبال .