تعيش محافظة الطائف هذه الأيام موسم جني الورد الذي اشتهرت بزراعته منذ زمن بعيد حتى ارتبط اسمه باسمها وبات يعرف باسم الورد الطائفي، وأقيمت معامل لإنتاج مائه وعطره وتسويقه على النطاق المحلي و خارج المملكة . بدء موسم جني ورد الطائف ( اليوم ) وتحتضن الطائف التي تتربع على قمم جبال السروات أكثر من 2000 مزرعة للورد منتشرة في منطقتي الهدا ووادي الأعمق ووادي البني ووادي محرم والشفا والمخاضة وغيرها . و يعمد البعض من المزارعين إلى تسويق الورد على أشكال ورود مختلفة بالأسواق المحلية فيما البعض الآخر يقوم باستخراج مائه وعطره في المعامل المنشأة لهذا الغرض. و أوضح أحد المزارعين راشد القرشي أن مواعيد زراعة شتلات الورد تبدأ في فصل الربيع الطرف، كما يبدأ التشذيب قص فروع الشتلة التي زرعت قديما حتى لو كان عمرها سنة واحدة ليتسنى للمزارع جني ثمار الورد بسهولة . و أوضح أنه تأتي بعد ذلك عملية الري التي تبدأ من بعد التشذيب في فصل الربيع إلى نهاية فصل الصيف. وأفاد أن موسم قطف الورد يبدأ مع دخول فصل الصيف شهر مارس ويستمر لمدة تتراوح ما بين 35 إلى 45 يوما وتختلف باختلاف توالي الفصول الأربعة حيث تتأخر مدة بداية القطف في كل سنة من 10 إلى 15 يوما , مبيناً أن عملية جني الورد تتم بالطريقة التقليدية و من ثم تصنيع مائه وعطره أو بيعه لأصحاب المصانع لمن لا يمتلك مصنعا حسب السعر الذي يتم الاتفاق عليه بينهما و الذي يبلغ ما بين 30 و40 ريالا لكل ألف وردة . و شرح القرشي أن صناعة ماء و عطر الورد الطائفي تتم من خلال وضع من عشرة آلاف إلى ثلاثة عشر ألف وردة في القدر الخاص بطبخ الورد و التقطير وإشعال النار تحته حيث يتجمع البخار الناتج عن الطبخ و يخرج من أنبوب في غطاء القدر التي بدورها تمر داخل إناء به ماء لتبريد البخار حيث يتكثف ومن ثم تخرج قطرات إلى ما يسمى التلقية وهي عبارة عن زجاجة ذات عنق تسع من 20 إلى 35 لترا . وأشار إلى أن هذه العملية يطلق عليها التلقية الأولى و يطفو عليها في العنق المادة العطرية و تسمى العروس و بعد امتلائها توضع تلقية أخرى و تسمى الساير , موضحا أن نسبة تركيز رائحة العروس تصل إلى حوالي 80 في المائة والثنو إلى حوالي 50 في المائة أما الساير فلا تتجاوز نسبة التركيز فيه من رائحة الورد عن 20 في المائة . و أبان أن سعر تولة الورد الصافي تصل إلى أكثر من 3 آلاف ريال فيما يبلغ سعر ماء الورد (العروس) حوالي 50 ريالا و ماء الورد (الثنو) 30 ريالا و ماء الورد الساير عشرة ريالات . وأوضح عبيد بن سفر أن هناك عوامل مؤثرة في زراعة شجرة الورد تتمثل في الماء المالح و ملوحة الأرض و زيادة و نقص السماد و تشذيب الشجرة و مدى صلاحية التربة , كما تؤثر كمية الماء و كمية الورد و زيادة و نقص لهب النار و نوع إناء الطبخ و تنظيف الغطاء الأعلى في صناعة مائه و عطره . ويشتهر في الطائف حاليا نوعان من الورد و هما الورد القاني والورد الفاتح الذي يعرف بين الناس في المنطقة باسم ورد الطائف .