قامت في مصر حركة اسمها "كفاية"، تطالب بانتهاء ولاية الرئيس المصري حسني مبارك، فشكل أنصار الرئيس منظمة اسمها "مش كفاية"، ثم ظهرت جماعة اسمها بس بفتح الباء وعلى الفور اعلنت حركة "لسه بدري" عن وجودها، وكما هو الحال في الكثير من الدول، ففي مصر منظمات عديدة تدافع عن المرأة وتطالب بمنحها المزيد من الحقوق، وركبت الحكومة المصرية هذه الموجة وأسست المجلس القومي للمرأة، فما كان من نفر من الرجال الرجاجيل الفحاحيل (جمع فحل باللغة العربية الفسخى التي كانت تعرف في ما مضى بالفصحى وتفسخت على ألسن البعض الذين يحولون الشربات الى فسيخ ويحسبون ان الرطانة وتقليد الخواجات حتى في الكلام يرفع من قدرهم). وشهدت مصر في السنوات الأخيرة ظهور جمعيات كثيرة تدافع عن الرجل، من منطلق ان النساء حققن مكاسب كثيرة على حساب الرجال، وكما يحدث دائما فقد تسلل الى تلك الجمعيات متطرفون رفعوا شعارات معاداة المرأة، وكعادة تلك الفئة فقد انشقوا عن الجمعيات الرجالية وأشهروا مؤخرا ما يسمى بالمجلس القومي للرجال، وشعار المجلس "فلتسقط الستات".. يسقطن من ماذا؟ لا تسلني!! فكل ما اعرفه عن هذا المجلس ان لديه برنامجا يتألف من 18 بندا وأولها ان يكف الرجال عن الممارسات الغبية – وهذا ليس كلامي – والامتناع عن مساعدة أي امرأة تتعرض لموقف سيىء او حرج في مكان عام (الشوارع مثلا).. يعني إذا وجدت فتاة تتعرض للتحرش البذيء او الضرب، فهذا أمر لا يخصك .. وتسأل أعضاء الجمعية: ولكن أليست الشهامة والمروءة من مقتضيات الرجولة الحقَّة، ويأتيك الرد: عمرك شفت راجل بينضرب في الشارع وجات ست تدافع عنه؟ وترد بدورك: شفت ستات بيصرخوا ويصوتوا لما يشوفوا راجل بينضرب عشان يلفتوا انتباه أهل المروءة،.. ولكن هذا المنطق لا يعجب جماعة المجلس القومي للرجال إذ يقولون: زي بعضه وانت كمان كراجل صوت واصرخ لما تشوف ست تنضرب او تتبهدل.. بس مفيش نخوة وكلام فارغ هناك بند في برنامج المجلس الرجالي أستطيع التقيد به، ويقول هذا البند: على الرجال الامتناع عن شراء السلع التي تقدم إعلاناتها الترويجية نساء! هذا مطلب معقول وسألتزم به شخصيا ولن اشتري كريم تفتيح البشرة ولا المسكارا او الرموش الاصطناعية ولا أحمر الشفاه ولا الكحل، وسأقاطع البلوزات والتنانير ولن ألبس قرطا في أذني.. ولا أمانع أيضا في التقيد بالبند الذي ينص على عدم شراء الرجال لأي سلعة في متجر تكون فيه البائعات من النساء.. بس يا جماعة التجارة في بلداننا ستنهار لو حدث رد فعل نسائي وامتنعن عن شراء السلع في المتاجر التي يعمل فيها الرجال، ويصير حال الدكاكين عندنا أسوأ من حال البنوك في أمريكا هذه الأيام،.. اسحبوا هذا البند وبلاش فضائح لأنني لم أر في أي بلد عربي امرأة تبيع الملابس الداخلية للرجال بينما.... بلاش خلوها مستورة! ومن حق القارئ ان يتساءل: إذا كان المجلس القومي للرجال في مصر يعاني من حساسية زائدة تجاه النساء فلماذا لا "يجيبها من قاصرها" ويعلن مقاطعة النساء في كل شيء؟ ستجد الإجابة على هذا السؤال غدا بإذن الله.