تتجه الأنظار في مصر اليوم الجمعة، لما أطلق عليه الناشطون السياسيون المناوئون للرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين، جمعة الخلاص، دون انتظار لما يمكن أن تسفر عنه نتائج المبادرات السياسية الأربعة، التي أطلقت في الساعات ال48 الماضية من أجل الوصول لحل سياسي، ينهي حال التوتر السائدة في البلاد. ويتعلق الأمل حالياً، بمبادرة الأزهر، التي انعقدت الخميس، بمشاركة كل الرموز الوطنية، حيث أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على أهمية الحفاظ على حرمة الدم، وحماية النسيج الوطني الذي هو درع الأمة المصرية. وأشار الطيب إلى أن الوطن يمر بموقف صعب، لذلك على الجميع الالتزام ب"حرمات الدماء"، وتابع: "إذ كان التنوع سنة الله فلابد من تجريم العنف، مشيدا بشباب الثورة الذين اجتمعوا من أجل وضع رؤية حقيقية من أجل الخروج من الأزمة. وشدد على ضرورة دعوة كل المنابر الفكرية والإعلامية إلى نبذ كل ما يتصل بلغة العنف والعمل على إعادة الحياة الفكرية والسياسية بشكل سلمي، والعمل على جعل الحوار الوطني الذي تشارك فيه كافة أطياف المجتمع هو الوسيلة الوحيدة لحل كافة النزاعات".. وتابع "العمل السياسي ليس له علاقة بالعنف والتخريب ونهضة وطننا تأتي من احترام القانون، ومن ثم علينا إدانة العنف بشكل صريح وتجريمه وطنيا ودينيا وليس مقبولا التحريض على العنف". يشار إلى أن الحوار شارك فيه كل الرموز الوطنية، مثل أعضاء جبهة الإنقاذ الوطني (محمد البرادعي، عمرو موسى، حمدين صباحي، السيد البدوي، وعمرو حمزاوي) بالإضافة للأنبا أرميا والقس صفوت البياضي ومنير حنا قلتة، ومحمد سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة، ومحمود عزت نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب "مصر القوية"، وأبو العلا ماضي، "رئيس حزب الوسط، وأيمن نور "رئيس حزب غد الثورة"، وأحمد سعيد "رئيس حزب المصريين الأحرار"، والشيخ نصر فريد واصل "مفتي مصر السابق، والشيخ محمد حسان، وممثل عن الكنيسة، والشاعر عبد الرحمن يوسف، بالإضافة إلى الناشط وائل غنيم، وزياد العليمي، ومصطفى النجار "عضوي مجلس الشعب السابق". دعم الحوار من جهته، أكد أيمن نور، رئيس حزب "غد الثورة" أن وثيقة التوافق السياسي التي ستخرج عن الأزهر تمثل بداية حقيقية لحل الأزمة السياسية في البلاد.. مشيراً إلى أن القوى السياسية وقعت على وثيقة لنبذ العنف ودعم الحوار. وقال نور، عقب خروجه من جلسة الحوار الوطني المنعقدة في الأزهر "أتصور أن اليوم بداية جديدة خاصة وأن الأزهر مؤهل أكثر من أي جهة أخرى، ليلعب دوره في حوار وطني جاد، من أجل الوحدة الوطنية، مؤكدا أن الجميع يحترمون مبادرة الأزهر، حيث يدل على ذلك حضور ومشاركة جميع القوى السياسية والمدنية من جبهة الإنقاذ ومن الإخوان، والسلفيين وشباب الثورة. هدوء بالتحرير والاتحادية ميدانياً، قام المتظاهرون صباح الخميس بفتح ميدان التحرير بشكل جزئى أمام حركة سير السيارات. وقام أفراد اللجان الشعبية المكلفة بتأمين الميدان بإزالة الحواجز الحديدية الموجودة بمدخل الميدان من ناحية كوبرى قصر النيل وشارعى الفلكى وقصر النيل، فيما لاتزال بقية المداخل مغلقة أمام حركة سير السيارات من ناحية المتحف المصرى وشارعى قصر العينى ومحمد محمود. وقد أدى فتح الميدان جزئيا أمام حركة سير السيارات إلى انفراجة نسبية فى حركة المرور فى الشوارع المحطية بالميدان، خاصة بعد قيام عدد من المتظاهرين بتنظيم حركة المرور لمنع تكدس السيارات. وعلى صعيد آخر، ساد الهدوء التام ميدان التحرير بعد ليلة من الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن بميدان سيمون بوليفار وحالات من الكر وفر بين الجانبين بكوبرى قصر النيل والشوارع المحيطة به. وكانت الأجهزة الأمنية قد ألقت القبض على عدد من المتظاهرين خلال الاشتباكات بميدان سيمون بوليفار; وذلك قبل أن تتوقف تلك الاشتباكات فجر الخميس بسبب سقوط مياه الأمطار.. كما ساد الهدوء محيط قصر الاتحادية لليوم السادس على التوالى بسبب انخفاض أعداد المعتصمين نظرا لبرودة الطقس واتجاه غالبية القوى السياسية المعارضة للاعتصام بميدان التحرير، فى الوقت الذى شهد فيه محيط القصر تواجدا متوسطا لقوات الأمن. كما ساد الهدوء الحذر أيضاً محافظات القناة الثلاثة، فيما أعلنت قوى سياسية بالسويس مشاركتها في مظاهرات جمعة الخلاص المقررة اليوم.