ما أن أطلق المرداسي صافرته معلناً انتهاء مباراة الاتفاق والهلال بتعادل الفريقين إلا واشتعلت حمى الديربي بين المعسكرين النصراوي والهلالي وبمختلف الوسائل وهو ما اعتدناه من المعسكرين في مجمل لقاءاتهم السابقة، لكن هذه المرة تميزت باستخدام أسلوب جديد وهو أسلوب الشائعة فكل من مشجعي المعسكر الهلالي أو النصراوي بدءا بالترويج للشائعة تلو الأخرى على المعسكر الآخر، لدرجة وصلت الى 28 شائعة على نادي الهلال و 28 على نادري النصر خلال ثلاثة أيام..!! بدءا من شائعة اكتشاف ايجابية عينة لاعبي دولي يلعب لأحد أندية الوسطى «وهلم جرا» وهذا الأسلوب المستهجن قد يكون مقبولاً من المشجع المتعصب العادي، لكن المستغرب وغير المقبول أن يصدر من إعلاميين معروفين ومحسوبين على كلا المعسكرين وان يقوموا بالترويج لها.. عبر وسائل الاتصال الحديثة مثل تويتر، ولم تسلم الصحف من هذه الحمى فقد أفردت للقاء صفحات عدة لتذكير بالتاريخ لقاءات الفريقين وأبرز أحدثها ومن المتميزين من لاعبي الفريقين، وهو عمل مهني بحت يتوافق مع الأحداث.. ويتطلبه الواقع الرياضي، لكن أن تستخدم احدى الصحف المتخصصة هذا الحدث للترويج لبعض القناعات الخاصة بكتابها، وإخفاء بعض الحقائق، واستخدام أسلوب الهمز واللمز والتلميح، مما يزيد تأجج الشارع الرياضي ويغذي روح التعصب فيه، وهو ما يحرص الكتاب المعتدلون والعقلاء من الإعلاميين على إخماده.. فما في شارعنا الرياضي يكفيه. التحميس والتشجيع وشحذ الهمم أعطت الحدث أهمية تليق بسمعة الفريقين العريقين وأضفت عليه روح الإثارة الصحيحة، وبما يليق بجماهيريتهما. التحميس والتشجيع وشحذ الهمم أعطت الحدث أهمية تليق بسمعة الفريقين العريقين وأضفت عليه روح الإثارة الصحيحة، وبما يليق بجماهيريتهما. البعد عما يؤجج التعصب ويغذيه بين الجماهير.. وكان الأولى استغلال هذه المناسبة لتقوية روح التنافس الشريف وتعزيز الروح الرياضية لدى الجماهير كما هي لدى اللاعبين أنفسهم. وعلى الجانب الفني لم يأل كلا المعسكرين جهدا في تجهيز أوراقهم والاستعداد بشكل مختلف للمباراة - رغم إنكار إدارتهما - فقد حرص كل مدرب على تجهيز أسلحته من لاعبين وخطط للظفر بالنقاط الثلاث، فاللقاء مع المنافس التقليدي الذي عاد إلى فرض شخصيته كفريق قوي منافس له طعم آخر، فنقاطه تختلف عن غيرها من النقاط وإن تساوت في العدد. فقد حرصت إدارة الهلال على إحضار حكام أجانب لإدارة هذا اللقاء، وهو نتيجة لما شهدته الجولة 17 من الدوري من احتجاج على قرارات الحكم السعودي وتحميله خسارة نقاط اللقاء وانه تسبب في فقدان الفريق إياها من قبل إدارتي الهلال والأهلي، وان الحكم النمري حرم النصر من أبرز لاعبيه في الديربي بسبب إشهاره كروتا غير صحيحة. قد يكون هذا التبرير يسمع من قبل رؤساء الأندية وان اختلفنا أو اتفقنا معهم، لكن أن تعنون صحيفة رياضية متخصصة عنواناً رئيساً بالصفحة الأولى ولتفرد صفحة كاملة للإساءة للحكم السعودي، مدعية انه يحق له أن يسعد لخسارة فريقها المفضل بعض نقاط المباراة، كاشفتاً وجها من أوجه التعصب الأعمى المنبوذ في وسطنا الرياضي، فالمهنية تحتم علينا أن نكتب بحياد وان ننقل الأحداث بكل صدق ومهنية، تاركين الحكم للقارئ العزيز .. هل سنشاهدهم يقومون بنفس العمل مع أخطاء الحكم الأجنبي ولو ألغى أهدافا صحيحة لفريقهم المفضل؟ لا أعتقد أنه يجرؤ. اللاعبون الجدد في الهلال والنصر سيضفون على المباراة نكهة متميزة يوم الأربعاء المقبل .. وكل الآمال معقودة على ان يقدما نجوم الفريقين وجبة كروية دسمة تليق بكل هذه الاستعدادات من الأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين والجماهير والصحافة والإعلام، على الحياد والمساواة نلتقي.