صباحكم/مساؤكم حلم جميل لا فناء ولا زوال له..صحوت فجراً من النوم ومن حلم جميل كنت خلاله أسبح وأسبح في ملكوت السعادة.. فكنت أبتسم سعيدة مغتبطة أحاول استعادة واستذكار وتذكر أدق تفاصيل حلمي العذب ، برغم أنني لم أتذكر إلا القليل منه ولكن لذة الحلم الجميل لازالت عالقة بحرير ذاكرتي حتى لحظة كتابة هذه المقالة ، برغم عصيانها على التذكر ، فقد كنت(كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ)فهل ستكون هذه الحياة الدنيا يوم ما ، بكل مافيها مجرد حلم جميل عذب مر بخواطرنا ، نحاول بكل ما أوتينا من قوة الذاكرة، استذكاره وبالكاد كأننا نتذكر ومضات كطيوف غريبة تمر بنا من بعيد؟! هنا الحلم الجميل بحياة أجمل في هذه الدنيا لو تنازل بعض البشر عن عنادهم وسنوا سنن العدل والحب والسلام والخير والجمال في عالمنا البسيط وحياتنا الدنيا لربما عاشوا في خير العالمين والدارين.بعد الإفاقة ظللت مغمضة العينين،مبتسمة ، جذلى ، أتمنى لو أدخل لعالم حلمي الجميل مرة ثانية ولكن هيهات هيهات أن يكون لي ما أردت ، وفجأة قفز لذهني قول الله تبارك وتعالى:اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)يالهذة الحياة الدنيا التي يقاتل عليها الطغاة ، والفراعنة والنماريد وهي مجرد حلم وليست بأكثر من مجرد حلم نجمع خلاله نقاط تؤهلنا للعبور إلى حياة خالدة بلا فناء لها وعد الله عباده المؤمنين الصالحين بها بعد فترة انتقالية بسيطة جداً في حسابات كوكب الأرض.أيها الحلم اللذيذ عد كما تعود أطيار السنونو وطيور الجنة إلى مرابعها فكم كنت جميلا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث قدسي قال الله تعالى(أعددت لعبادي الصالحين ، ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر)فما أجمله من حلم! وماألذه على الروح وأنعمه على الجسد! ، برغم أنه كان في مكانه ولم يغادر. لا شك في أن أغلبكم أيها القراء ، إن لم تكونوا كلكم ، قد خبرتم مثل هذا الحلم وجربتموه وودتم أنكم لم تستفيقوا منه والعكس صحيح ولا أحد يستطيع إنكار ذلك ، إلا أن يكون إنكاره لمآرب في نفسه لا نعلم أبعادها وماترمي إليه حيث ذكر الله تلك الشخصية العنيدة والمكابرة بقوله :وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ ، ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ، ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) وهنا الحلم الجميل بحياة أجمل في هذه الدنيا لو تنازل بعض البشر عن عنادهم وسنوا سنن العدل والحب والسلام والخير والجمال في عالمنا البسيط وحياتنا الدنيا لربما عاشوا في خير العالمين والدارين ، خاصة وفي كوكب الأرض مايكفي لسعادة البشرية جمعاء لو سنت قوانين تهب لكل حق حقه ووجدت من يطبقها ويعرف قيمتها كما كان النجاشي النصراني الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ، عندما أمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة: فأشار وأمر المستضعفين من المسلمين بالهجرة إلى الحبشة قائلاً: «لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن فيها ملكاً لا يُظلم عنده أحد، وهي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه».)الله أكبر. أيها الحلم الجميل الذي جعل عقلي يتأرجح بين(لنوم ويقظة)هلّا عدت ثانياً وهلّا بقيت معي عالم لا بقاء ، عالماً زائلاً بلا ثبات ولا حقيقة!!! twitter:@NSalkhater