منذ زمن بعيد .. لم تحط رحالهم في ميناء الانتصارات .. أبحرت سفينتهم لكنها أضاعت الطريق لسنوات .. تقاذفتها الريح .. وتلاعبت بها الأمواج .. وأتعبتها العواصف .. غرقت أكثر من مرة .. وأنقذت أكثر من مرة .. لكن عملية الإنقاذ لم تكتمل .. تقفل ثقوبا .. وتفتح أخرى .. وهكذا دواليك .. فانفجر من يقودها تارة .. ومن ينتظر وصولها تارة أخرى .. لكن جميع من أحبها من قطبان وربان ومن هم على ركب السفينة الصفراء ومن كان ينتظر لتشرق شمسهم من جديد تمسكوا بالأمل رغم العواصف التي " لم ترحم عزيز قوم " ..!! يا لعهد .. حسبناه لن يعود .. لكن الصرخة الصفراء مع الربان (كارينيو ) شاع صداها .. كتبت مع الريح ( أنا هنا) .. لا تيأسوا فالزمن الجميل قد يعود .. لقد كان صداها مدويا .. حركت المشاعر والأحاسيس لقلوب تحطمت .. وعيون دمعت .. ونفوس يئست .. مما اعتراها من نوائب الدهر بعد الرمز والأسمراني والموسيقار ..!! الصبر الذي كان عنوانا دائما للنصر .. انهزم وعاد أدراجه .. ويبدو أن هذه المرة لن تضطر جماهير فارس نجد للمكوث في محطته طويلا .. وربما حان وقت الانفصال بينهما .. فالكتاب يقرأ من عنوانه ..!! لا أعرف سر فرحة الجميع بعودة النصر لحضن المنافسة .. فالذي يقرأ الوجوه عقب الفوز على الأهلي .. يدرك أن هناك فرحا وارتياحا وانسجاما مع نصر النصر .. والذي تابع مواقع التواصل الاجتماعي أدرك أن الغالبية تملك حنينا لهذا الأصفر .. حتى من قرر هجران الكرة .. أعاده النصر مرة أخرى ..!! لقد نفض النصر غبار التقهقر .. ليس من بوابة الأهلي فقط .. بل من قيادة كاربينو من جهة .. وصم الآذان من الرئيس من جهة أخرى .. فلم يعد الفارس محطة عواصف عبر الإعلام والفضائيات .. وساد الهدوء بيته وأسواره .. وتحققت المعادلة الشهيرة التي نادى بها الجميع .. النتائج داخل المستطيل الأخضر تحتاج لهدوء خارجه .. وسار النصر على هذه الخلطة التي حقق معها أهدافه ..!! الحل هذه المرة بيده ليرمي تلك المعاناة خلف ظهره .. فخسارة الفريق في أي مواجهة مقبلة بعد سلسلة انتصارات لا تعني شيئا في مرحلة التطوير .. والثقة يجب أن تبقى كما هي .. خصوصا أن المدرب كارنينو قدم نفسه كمنقذ حقيقي لقدم النصر التي عانت كثيرا التشتت لسنوات طوال .. عزوف النصر عن تقديم النتائج والطموحات في السنوات العجاف ليس راجعا فقط إلى تراجع المستويات الفنية .. بل إلى عامل الصخب شرفيا وإداريا وجماهيريا .. وعندما هدأت هذه الدوامة .. تنفس النصر الصعداء وعادت العربة لسكة الانتصارات .. فلا تصريحات خارجة عن النص .. وتحديات بعيدة عن الواقع .. ولا مبالغات جماهيرية في فرح عارم وحزن هايم في حالتي الفوز والخسارة .. ومن هذا المنطلق عاد البريق من جديد للأصفر ..!! نعم .. في كل مرة يقفز النصر للصف الأمامي .. يعود مرة أخرى للانتكاسة .. ليس لسبب فني .. بل لفوضى عارمة في منظومته .. وخروج عن النص في مواقف كثيرة .. ويبدو أن الرئيس وضع يده على الجرح الغائر في جسد ناديه .. ووضع الدواء للداء .. وزاد الوضع تحسنا صمت أعضاء الشرف الذي ساهم في وجود بيئة جديدة للنصر لم يعتدها منذ عدة سنوات ..!! وحتى نسلك طريق الموضوعية .. ودروب المنطق .. علينا أن نعترف للنصراويين إدارة وجمهورا ولاعبين ومنسوبين بأن ما قدموه حتى الآن خطوة نحو التصحيح وهناك خطوات مطلوبة حتى يعود نصر ماجد والهريفي ومحيسن، فالثقة والهدوء والصمت والعمل الجاد يجب ألا تتوقف عند أول خسارة يتلقاها الفريق في المرحلة المقبلة .. بل المطلوب الإيمان بما بذل في المرحلة السابقة من ترتيبات هامة أعادت للنصر بعض بريقه ..!! كل شيء يحيط بالنصر في الوقت الراهن يوحي باستعادة الزمن الجميل .. ولكن عالم المجنونة كرة القدم فيه الكثير من المطبات والعقبات وعلى النصراويين أن يحذروا منها .. وينتبهوا جيدا الى أن في طريقهم أشواكا يجب تخطيها .. والجمهور هو القائد الحقيقي في هذه المرحلة بعدم الضغط على إدارة ناديهم .. وتشجيعها لمواصلة العمل المميز الذي خطط له بصمت والدليل الصفقات الأخيرة للرئيس ..!! نعم جمهور النصر عانى .. ولكن الحل هذه المرة بيده ليرمي تلك المعاناة خلف ظهره .. فخسارة الفريق في أي مواجهة مقبلة بعد سلسلة انتصارات لا تعني شيئا في مرحلة التطوير .. والثقة يجب أن تبقى كما هي .. خصوصا أن المدرب كارنينو قدم نفسه كمنقذ حقيقي لقدم النصر التي عانت كثيرا التشتت لسنوات طوال .. عليكم أن تحذروا مع أول خسارة عباراة ( يا فرحة ما تمت ) لأن المهم المرحلة بأكملها وليس فوز أو خسارة مباراة ..!!!!