الحصاد الأكاديمي للجامعات هو الذي يحدد قيمتها العلمية وليس شيئا آخر، وذلك من خلال الأداء الأكاديمي، ولا يمكن أن تكون المنشآت عاملا مؤثرا أو مهما في ترتيب هذه الجامعة أو تلك، وبحسب المنجز العلمي والفكري والمخرجات المتميزة ترتفع وتيرة التنمية ويصبح للطلاب رغبة في التوجه الى الجامعات، وحين تتفرغ أي إدارة جامعية لتحقيق منجزات أكاديمية بأي ميزانية متاحة وتصعد في السلم العلمي فإن ذلك يصبح استحقاقا عن جدارة يقابله شكر وتقدير واستحسان وتحقيق أهداف علمية ووطنية وتنموية استراتيجية. هذه النتيجة المتواضعة تتطلب أن نتوقف عندها مليا، فهي لا تعبر عن طموحاتنا ولا تليق بالمنطقة التي خرجت من السباق التنافسي للبحث العلمي والقائمة المتقدمة للأداء الأكاديمي، بسبب خروجها عن المهم إلى ما هو غير مهم، ولعل الأخطر أن نستمر لسنوات قادمة على هذا النهج ومن أرفع المعايير العلمية للأداء الجامعي أن تنجز الجامعة أبحاثا ودراسات مهمة في مختلف مجالات الحياة بحسب التخصصات التي تم على أساسها تأسيس كليات جامعية، كأن تكون هناك كليات هندسة تنجز أبحاثا علمية مرموقة في المجالات الهندسية المتعددة، وكليات طبية تفعل ذات الشيء وهكذا، وحين يكون الحصاد البحثي صفرا كبيرا فإن الجامعة تعادل صفرا كبيرا، وفي هذا الإطار وتحت عنوان «جامعات بلا أبحاث» نشرت صحيفة «الوطن» تقريرا عن وزارة التعليم العالي تضمن أفضل عشر جامعات حكومية والتي لم يكن من بينها جامعة الدمام بل وصفها التقرير بأنها لم تقدم بحثا واحدا خلال عام. وزارة التعليم العالي ذات الصلة بهذه القائمة معنية بالبحث عن الصفر الذي حصدته الجامعتان وتأخر جامعات أخرى في الترتيب، ولأني معني بجامعة الدمام التي تمثل منطقتنا، فقد سبق وأن أشرت مرارا وتكرارا الى أن الأداء الأكاديمي للجامعة متواضع ولا يرتقي الى ميزانيتها، حيث انشغلت الجامعة ببناء الجسور والطرق وانصرفت عن دورها المهم وهو البحث العلمي، فميزانية هذه الجامعة تصل الى نحو 2 مليار ريال سنويا، وهي تقريبا أكبر ميزانية بين الجامعات، وبحسب النتائج التي أوضحها التقرير فإنه لا يوجد بها بحث علمي!! هذه النتيجة المتواضعة تتطلب أن نتوقف عندها مليا، فهي لا تعبر عن طموحاتنا ولا تليق بالمنطقة التي خرجت من السباق التنافسي للبحث العلمي والقائمة المتقدمة للأداء الأكاديمي، بسبب خروجها عن المهم الى ما هو غير مهم، ولعل الأخطر أن نستمر لسنوات قادمة على هذا النهج، لأنه لا يبدو أن هناك فكرا إداريا يرتقي بالنشاط العلمي ويتجه الى البحث العلمي بحرفية وفقا لما ينبغي أن تقوم به الجامعات الباحثة عن الارتقاء والتطور. في تصنيف الجامعات السعودية لا يوجد أي ترتيب لجامعة الدمام في العشرة الأوائل، وذلك يؤكد صحة ما سبق وأن استعرضته من أن هناك خللا في سياسة الجامعة بدءا من القبول وتعظيم الجوانب العلمية بدلا من التركيز على المرافق التي احتلت الأولوية، ولذلك كان من الطبيعي أن تخرج الجامعة من أي سباق تنافسي علمي، ولذلك جاءت جامعة الملك سعود في المرتبة الأولى محليا و 292 عالميا، ثم جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ثانيا و 302 عالميا، وجامعة الملك عبدالعزيز في المرتبة 1203عالميا، وجامعة الملك فيصل 1712، ثم جامعة الإمام محمد بن سعود 1788، فجامعة أم القرى 2644، وسابعا جامعة الملك خالد 2813 عالميا، ثم الجامعة الإسلامية في المدينة 4091، وتاسعا جامعة الأمير سلطان 4138، وعاشرا جامعة طيبة 4399 عالميا، ولا عزاء لجامعة الدمام فهي حصدت صفرا بحثيا لا يضعها إلا خارج القائمة الى أن تتغير سياستها الإدارية أو تبقى على حالها الى أن يفرج الله عليها.