حصدت الحوادث أرواح المعلمات، ومازال المسلسل مستمراً، لم يجد حلاً جذرياً ونهائياً للحفاظ على البقية الباقية من أرواح المعلمات، وتيتم أطفالهن وترمل أزواجهن في جميع مناطق ومدن ومحافظات المملكة. حوادث مفجعة مستمرة تطالعنا بها الصحف كل فترة لمعلمات فاضلات، يدفعن أرواحهن في سبيل تأدية رسالة وأي رسالة؟!! رسالة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم. وكانت آخر هذه الحوادث حادثة الأسبوع الماضي الذي لقيت فيه معلمتان وسائقهما مصرعهم وأصيبت أخرى وطفلاها بإصابات حرجة أثناء ذهابهن لمقر سكنهن على طريق خميس مشيط - الأمواه. حوادث المرور لم تبق ولم تذر. أما مسلسل الحوادث الماضية بناء على ما طالعتنا به الصحف في السابق فهي.. - في طريق العارضة الحميراء تعرضت معلمات لحادث مروع نتج عنه وفاة معلمتين وسائق المركبة التي كانت تقلهن أثناء عودتهن من مقر عملهن وذلك بطريق العارضة الحميراء وإصابة ثلاث معلمات أخريات، وتعود أسباب الحادث للسرعة الزائدة. - وفاة معلمتين وسائقهما وإصابة ثلاث أخريات إثر انقلاب سيارتهم في طريق العودة من إحدى المدارس بالمناطق الجبلية التابعة لمنطقة جازان.. - توفّيت معلمتان وأصيبت أربع أخريات، بإصابات متفرقة، في حادث مروري على طريق حائل جبة، بالقرب من قرية نقبين شمال حائل. - وقع حادث تصادم بين شاحنة وسيارة من نوع «جمس»، تقل سبع معلمات، كنّ في طريق العودة من مدارسهن. - حادثة مرورية مروعة في طريق (المدينة - القصيم)، وإصابة ثلاث معلمات منهن. - تعرضت خمس معلمات وسائقهن لإصابات بالغة وكسور، إثر حادثة مرورية على طريق دغيبجة شمال الطائف، وكانت المركبة التي تقل المعلمات قد انحرفت عن مسار الطريق واصطدمت بعمود إنارة، ما أدى إلى انقلابها. وتتتابع حلقات مسلسل الحوادث المرورية المأساوي حتى الحادث الأخير الأسبوع الماضي في طريق خميس مشيط الأمواه. والأسباب معروفة، «حافلات الموت» التي يقودها سائق طائش أو تواجه في طريقها شاحنة متهورة أو طرقات متهالكة ولا ننسى ضعف أهلية السائق للمهنة، وسلوك بعضهم غير السوي. أتساءل: أين مشروع وسائل نقل المعلمات في المناطق البعيدة الوعرة الذي وجه به وزير التعليم السابق مشكوراً، اعتباراً من العام الدراسي 1438/ 1439ه والذي كان من المفترض أن تنفذه شركة تطوير خدمات النقل التعليمي، وتتوفر فيه كافة اشتراطات الأمن والسلامة، وشروط صارمة لالتحاق السائقين بالخدمة، ومنها كون السائق لائقًا طبيًا ويخلو سجله من السوابق الجنائية كما ذكر المشروع، هل نفذ؟ للأسف لم ير النور حتى تاريخه. ليت هذا المشروع يُفعّل وأن يتم تفعيله سريعاً وبالشكل الذي بالفعل يضمن سلامة المعلمات، «شهيدات الواجب» يكفي ما فقدناه ونفقده يومياً.. ننتظر تفعيله وكلنا ثقة ورجاء في وزير التعليم الحالي مشكوراً وفي قيادتنا حفظهم الله ورعاهم.